أعلن بيان صادر عن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلغاء الاجتماع الذي كان من المقرّر عقده مساء أمس (الأربعاء) بين طاقمي المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة إن إلغاء الاجتماع جاء رداً على اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" الذي تم توقيعه في غزة أمس، وينص على تأليف حكومة تكنوقراط قريباً وعلى الإعداد لإجراء انتخابات عامة للسلطة الفلسطينية سنة 2015.
وبعد توقيع هذا الاتفاق قال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقده مع وزير خارجية النمسا في ديوان رئيس الحكومة في القدس أمس، إن على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاختيار بين تحقيق السلام مع إسرائيل أو المصالحة مع حركة "حماس".
وأكد رئيس الحكومة أن من يختار "حماس" وهي حركة "إرهابية" تدعو إلى القضاء على دولة إسرائيل، فإنه لا يريد السلام.
وفي اتصال هاتفي جرى بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، قال نتنياهو إن عباس يتهرّب كل مرة من اتخاذ القرارات المتعلقة بالعملية السلمية مع إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن توقيع اتفاق المصالحة بين "فتح" و"حماس" يعتبر توقيعاً على نهاية المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وأضاف في بيان صحافي خاص أصدره بعد ظهر أمس (الأربعاء)، أنه لا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تصنع السلام مع إسرائيل ومع "حماس" في الوقت نفسه لأن هذه الأخيرة منظمة "إرهابية" تدعو إلى القضاء على دولة إسرائيل.
ومن المتوقع أن يعقد رئيس الحكومة اليوم (الخميس) اجتماعاً خاصاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية- الأمنية لمناقشة انعكاسات اتفاق المصالحة بين "فتح" و"حماس".
على صعيد آخر، أعربت الولايات المتحدة عن خيبة أملها من اتفاق المصالحة.
وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي إن هذا الاتفاق قد يقوّض المساعي التي تبذلها الولايات المتحدة لدى الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل تمديد جولة المفاوضات الحالية بينهما.
وأضافت بساكي في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام أمس، أن واشنطن لا تتوقع من إسرائيل إجراء مفاوضات مع حكومة لا تعترف بحقها في الوجود. وشدّدت على أنه يتعين على أي حكومة فلسطينية أن تلتزم بصورة واضحة لا لبس فيها بمبدأي نبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل.
من ناحيته قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه لا يوجد تناقض بتاتاً بين المصالحة والمفاوضات، ولا سيما أن السلطة ملتزمة بإقامة سلام عادل قائم على أساس حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأضاف عباس أن خطوة إنهاء الانقسام الفلسطيني مدعومة عربياً ودولياً ومن شأنها أن تعزّز قدرة المفاوض الفلسطيني على إنجاز حل الدولتين.