· ينبغي رؤية قرار إدارة الرئيس بوش بمنح إسرائيل، في الأعوام العشرة المقبلة، صفقة مساعدات عسكرية بقيمة 30 مليار دولار باعتباره جزءاً من الالتزام الأميركي التقليدي بأمن إسرائيل، وكذلك باعتباره وسيلة لإضعاف معارضة الكثيرين من أعضاء الكونغرس لصفقة السلاح الهائلة المزمع توقيعها مع السعودية.
· المنحة التي أعلنت عنها واشنطن في الأسبوع الماضي هي عملياً استمرار للمساعدة العسكرية التي تحصل عليها إسرائيل منذ عشرة أعوام بموجب المعادلة التي تم التوصل إليها في عهد بنيامين نتنياهو. لكن هذه المنحة تم ربطها بصفقة السلاح للسعودية لتحييد مشاعر المرارة المتصاعدة في الكونغرس والرأي العام الأميركي جراء الاعتقاد بأن العديد من آثار الإرهاب السنيّ في العراق والإرهاب الإسلامي عموماً تقود إلى السعودية. كما أن الإدارة الأميركية تجد نفسها في وضع غير ملائم في هذه الأيام حيال جميع ما يتعلق بعلاقات الولايات المتحدة التقليدية مع السعودية. ففي واشنطن لم ينسوا بعد تصريح الملك عبد الله عن أن "الاحتلال في العراق غير شرعي"، كما أن اتفاق مكة بين فتح وحماس ما زال يثير غضب هذه الإدارة.
· لا توجد أي إشارة إلى أن السعودية مستعدة للتجاوب مع مطالب واشنطن بشأن إمكان الاعتراف بإسرائيل. وزيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس الرياض تهدف إلى محاولة ردم الهوة بين المصالح والتوجهات المختلفة، وأحياناً المتناقضة، للولايات المتحدة والمملكة السعودية.
ثمة عنصر آخر في الاستراتيجية الأميركية الهادفة إلى إرضاء السعوديين، هو صفقة السلاح المعروضة بشكل رسمي كوسيلة لمواجهة التهديد الإيراني. أما العنصر الثاني فهو نية الولايات المتحدة عقد مؤتمر دولي بشأن الموضوع الفلسطيني في أيلول/ سبتمبر المقبل، وسيكون أحد أهداف هذا المؤتمر هو إجبار إسرائيل على قبول "مبادرة السلام العربية"، التي تعتبر ثمرة مبادرات الملك السعودي عبد الله.