القدس تخفض سقف التوقعات بشأن مؤتمر واشنطن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      بعد سبعة أعوام على قمة كامب ديفيد الفاشلة وبعد ستة أعوام ونصف العام على وقف المفاوضات في طابا تعود إسرائيل إلى التحادث مع الفلسطينيين بشأن التسوية السياسية. وقد بقي في المؤسسة الحاكمة، من بين قدامى المفاوضين، رئيس الدولة شمعون بيرس (اتفاق أوسلو)، ووزير الدفاع إيهود باراك (كامب ديفيد). وليس من قبيل المصادفة أن كليهما أكثر تشككاً من رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني في حظوظ نجاح العملية المتجددة.

·      يعتقد بيرس أن غزة أصبحت ميئوساً منها بعد سيطرة حماس عليها، وأن أي اتفاق على الضفة الغربية يجب أن يضم الأردن أيضاً. أما باراك فيدعو إلى الواقعية ويقول: لا يوجد فارق مبدئي بين حماس وفتح. ويقف بينهما حاييم رامون مع خطة الانطواء الجزئية، لكنه يعلق آمالاً على المحادثات.

·      في الأيام القليلة الفائتة انهمكت القدس في خفض سقف التوقعات. وقد بدأ ذلك في أثناء زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وسمع مضيفوها على لسانها مصطلحاً جديداً هو "المسائل الأساسية" (للنزاع) بدلاً من "الأفق السياسي". وخلال المحادثات المغلقة اهتمت رايس أكثر بالخطوات العملية الميدانية مثل ترميم جهاز الأمن الفلسطيني، وتكلمت على المراحل اللاحقة التي يفترض أن تقوم فيها الدولة الفلسطينية بتعابير أقل تحديداً. ولم تكن رايس متأكدة كذلك من مشاركة السعودية في مؤتمر السلام الإقليمي بحسب ما يرغب أولمرت.

·      مع ذلك استمعت رايس في القدس ورام الله إلى نغمة مختلفة عما سمعته في زياراتها السابقة. فقد وافق أولمرت على تبني الفكرة التي عرضتها رايس وليفني قبل نحو عام، عندما دعت الوزيرتان إلى التحادث مع المعتدلين الفلسطينيين بشأن التسوية السياسية. كما أن تعيين سلام فياض رئيساً للوزراء الفلسطيني منح الأميركيين، الذي خاب ظنهم في محمود عباس مرات عدة، أملاً بأن شيئاً ما قد تغيّر نحو الأحسن لدى الفلسطينيين.

حتى موعد مؤتمر واشنطن ستمر العملية بعدة مراحل. سيعين أولمرت وعباس طواقم للمحادثات التفصيلية. وستعود رايس إلى المنطقة لزيارة واحدة على الأقل. وستلتقي ليفني نظراءها العرب في الأمم المتحدة، وقد يوافقون على الظهور معها علانية. وبحسب التجربة فإن المساومة الحقيقية ستجري في الساعات الأخيرة، عندما يكون أولمرت وعباس في طريقهما إلى واشنطن.