أولمرت وريث السلوك المزدوج بمد يد للسلام وغرس الأخرى وتداً في المناطق
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      في الأسبوع الماضي أرسل رئيس الحكومة إيهود أولمرت تهانيه إلى كلية أريئيل لمناسبة قرار مجلس التعليم العالي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) رفع مكانة هذه الكلية إلى مرتبة الجامعة. واليوم يسافر أولمرت إلى أريحا ليتفاوض مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على اتفاق مبادئ (أو "مبادئ متفق عليها") لإقامة دولة فلسطينية. وبحسب جميع الخرائط، بما في ذلك خرائط أصدقائنا الأميركيين، فإن أراضي الحرم الجامعي الجديد يفترض أن تكون جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية الجديدة. فكيف سيفسر المواطن الفلسطيني البسيط، إذاً، الخبر عن ترسيخ مكانة الكلية الإسرائيلية الكبرى التي زرعت في قلب الضفة الغربية؟ وما هي، في نظر هذا المواطن، قيمة الوعد الذي سيقطعه أولمرت لأبو مازن بشأن اتفاق سلام يضع حداً للاحتلال الإسرائيلي؟

·      إن أولمرت، مثل معظم الإسرائيليين، اعتاد الحياة مع هذا السلوك المزدوج طوال 40 عاماً. فقد مدّت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة يداً "للسلام مع العرب"، وفي الوقت نفسه غرست اليد الثانية وتداً آخر في المناطق المحتلة. ولتيسير صناعة التناقضات بين الأقوال والأفعال، أنشأ رجال القانون للسياسيين منظومة جسور فاخرة تتيح ضم الأراضي الفلسطينية فعلياً من دون ضم السكان الفلسطينيين. ومجلس التعليم العالي في يهودا والسامرة هو أحد هذه الابتكارات.

ما دام وزير الدفاع إيهود باراك وغيره من المسؤولين في المؤسسة الأمنية والسياسية والقانونية ينظرون إلى المناطق (المحتلة) المحيطة بأريئيل على أنها غابة كل شيء فيها مباح للأقوى، ففي وسع رئيس الحكومة أن يوفر على نفسه عناء السفر إلى أريحا في حرّ آب/ أغسطس اللهّاب.