عباس تحول شريكاً مجدداً بعد سقوط غزة لا على الحل النهائي ولكن على المرحلة (ب)
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      ولد الشريك الفلسطيني في أوسلو في صيف 1993 وتوفي بعد سبعة أعوام في كامب ديفيد. والآن بعد مرور سبعة أعوام أخرى من العنف والجمود السياسي وتوسيع المستوطنات والاستفاقة من وهم الحلول الأحادية الجانب، بدأت كلمة الشريك تعود رويداً رويداً إلى الرواج.

·      إن فقدان قطاع غزة حوّل محمود عباس، بين عشية وضحاها، من زعيم ضعيف وغير ذي شأن إلى شريك يجدر تعزيز قوته. وفي لقائه الأخير مع عباس قال رئيس الحكومة إيهود أولمرت شيئاً ما عن إمكان موافقته في المرة المقبلة على الحديث بشأن الحل الدائم.

·      ما ينبغي معرفته هو أنهم في القدس عندما يتحدثون عن "حل دائم" فإنهم لا يقصدون المرحلة الثالثة والأخيرة من خريطة الطريق التي بموجبها "يتوصل الطرفان في عام 2005 إلى اتفاق دائم ونهائي وشامل يضع حداً للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، على أساس قرارات مجلس الأمن 338، 242               و 1397، وينهي الاحتلال الذي بدأ في 1967". كما أن أولمرت، ومثله وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، لا يقترحان الحديث مع أبو مازن الآن عن "حل متفق عليه وعادل ومنطقي وواقعي لمسألة اللاجئين" ولا حتى البحث في مسألة القدس من جديد، بحسب ما هو منصوص عليه في خريطة الطريق.

·      إن نقطة الانطلاق لدى أصحاب القرار الفلسطيني هي أن من الأفضل البحث عن طرق التفافية إذا كان المتوقع من المفاوضات بشأن الحل الدائم أن تؤدي بالطرفين إلى مسار من التصادم. الطريق الالتفافية تعيد العجلة عملياً إلى المرحلة (ب) من خريطة الطريق التي كان من المفروض أن تنتهي في نهاية 2003، إذ كان يفترض باللجنة الرباعية الدولية أن تعقد في تلك المرحلة مؤتمراً دولياً يعطي الإشارة لبدء الاتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل بحث موضوع إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات حدود موقتة.

·      تكمن المشكلة في هذا النموذج في أن الفلسطينيين باتوا متأكدين من أن الحل الموقت يصبح أحياناً لدى الإسرائيليين حلاً دائماً، بينما يهدف اتفاق المبادئ أو "اتفاق الرف" الذي تقترحه وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إلى الحيلولة دون أن يصبح الموقت دائماً.

·      كل شيء ما زال عالقاً من جانبنا. وعلى الرغم من القاعدة البرلمانية العريضة التي يحظى بها أولمرت، فإنه لم ينفذ حتى التزامه إزالة البؤر الاستيطانية غير الشرعية. وقد حان الوقت لنفهم أن الزمن لا يتلقى أوامر من القدس. إما إنه يوجد شريك علينا أن نتحادث معه الآن، وإما إنه لا يوجد شريك ويجب إعداد الملاجئ، لكن ليس هناك نصف شريك.