رايس تبحث في إسرائيل مسألة العراق والـ3 مليارات السنوية لإسرائيل وتقوية دول الخليج
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

ستتمحور زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التي تصل اليوم إلى إسرائيل، حول "أعمال الصيانة" فحسب. وأوضحت مصادر رفيعة المستوى في ديوان رئيس الحكومة أن الوزيرة لا تحمل معها بشائر كبرى بالنسبة إلى المسألة الإسرائيلية - الفلسطينية أو احتمال تقدم العلاقات بين إسرائيل والسعودية. ومن المتوقع أن تجتمع رايس إلى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير الدفاع إيهود باراك، ورئيس الدولة شمعون بيرس، ورئيس الحكومة إيهود أولمرت.

الغاية من زيارة رايس الحالية إلى الشرق الأوسط هي معالجة المسألة العراقية. وفي المقابل، فإنها تجلب معها إعلاناً رسمياً بالتزام الولايات المتحدة تقديم ثلاثة مليارات دولار مساعدات مالية إلى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية سنوياً خلال العقد المقبل. كما ستعلن رايس موافقة الولايات المتحدة الأولية على بيع السعودية ودول الخليج أسلحة بقيمة 20 مليار دولار في سبيل تعزيز قوة الدول المعتدلة في المنطقة في مواجهة تعاظم قوة إيران وسورية وحزب الله وحماس.

ولا تتوقع القدس بشائر كبرى من الزيارة، لأن العملية التي رسمها أولمرت لرئيس الولايات المتحدة جورج بوش خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض ما زالت تشكل الخط السياسي المهيمن. وهذه السياسة هي التي عبر عنها أولمرت، والتي تدعو إلى تحويل الضربة التي منيت بها إسرائيل وحركة فتح والغرب مع سقوط غزة في أيدي حركة حماس إلى فرصة. ومن الواضح لجميع أصحاب العلاقة، ولوزارة الخارجية الأميركية بالتأكيد، أن الأمر يتعلق بعملية طويلة المدى تتطلب مجهوداً من المشكوك فيه أن يُبذل.

وقال مصدر سياسي في القدس: "السؤال الكبير - هل الوضع في غزة قابل للتحول إلى الوجهة المعاكسة أم لا - ماثل في خلفية أي لقاء يعقد في المنطقة. وفي هذه الأثناء، يجب المحافظة على الحوار مع (رئيس السلطة الفلسطينية) أبو مازن و (رئيس الحكومة) سلام فياض في محاولة لتعزيز قوتهما وإيجاد أفق سياسي للفلسطينيين، تمهيداً لانتخابات تعيد إلى حركة فتح هيمنتها. وفي هذه الأثناء فإننا والأسرة الدولية نقدم بوادر حسن النية كي نُحدث مساراً كهذا".

وفي هذه المرحلة، ليس من الواضح هل ستتناول المحادثات مع رايس الاستعدادات لعقد المؤتمر الدولي الذي أعلن الرئيس بوش عن نيّة عقده في الخريف. كما تشكك مصادر القدس في أن تحمل رايس في جعبتها بشرى جديدة بعقد لقاء علني بين إسرائيل والسعودية. ومن المرجح أن يسعى رئيس الحكومة أولمرت إلى استغلال زيارة وزيرة الخارجية كي ينقل رسائل عن استعداد إسرائيل للتقدم على المسار الفلسطيني، إلى جانب محاولة تهدئة التوتر مع سورية.

في المقابل نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر سياسية في القدس قولها إن زيارة رايس ستكون الخطوة الأولى في الاستعدادات لعقد "اللقاء الدولي" المزمع عقده في الخريف في سبيل دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قدماً (هآرتس، 1/8/2007). وسيحاول رئيس الحكومة أولمرت أن يقنع رايس بضم مندوب سعودي رفيع المستوى إلى اللقاء الدولي، كي يكون ذلك تعبيراً عن تقدم سياسي. وأوضحت المصادر السياسية في القدس أن السؤال الرئيسي بشأن التحضير لـ "اللقاء" أو المؤتمر الدولي سيكون عن احتمال مشاركة السعودية فيه. غير أن الرئيس بوش قرر أن تقتصر المشاركة فيه على الدول التي تعترف بحق إسرائيل في الوجود وبحل الدولتين وتتنصل من الإرهاب وتؤيد الاتفاقات الموقعة. وثمة شك في أن يوافق السعوديون على الاعتراف بإسرائيل لمجرد المشاركة في هذا اللقاء.

وتعتقد المصادر السياسية في القدس أن الأميركيين لا يستطيعون السماح لأنفسهم بفشل دبلوماسي آخر في المنطقة، ولهذا سيبذلون جهداً مكثفاً لضمان مشاركة واسعة في المؤتمر وجدول أعمال متفق عليه.