· عملت مع رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق يتسحاق شمير 11 عاماً، وعرفت وجهة نظره عن كثب. لو أن شمير الآن في كامل وعيه وسمع بأن إيهود أولمرت هو رئيس الحكومة الإسرائيلية، وبأنه وافق على الذهاب إلى مؤتمر سلام دولي لكان سيصاب بنوبة قلبية.
· كنا في هذا الفيلم في عام 1991 (المقصود مؤتمر مدريد). لقد عارض شمير حتى فكرة مؤتمر دولي، لأن مثل هذا المؤتمر ربما يجعل إسرائيل معزولة وفي حالة الدفاع عن النفس في أحوال غير ملائمة. وفقط بعد محاولات إقناع عديدة وافق شمير على الذهاب للمؤتمر، ولكن بعد قبول شروط إسرائيل، وهي عدم رعاية للأمم المتحدة للمؤتمر، وعدم اتخاذ قرارات تتعلق بمضمون المفاوضات، وعدم إتاحة موطئ قدم لمنظمة التحرير الفلسطينية. ولم يكتف شمير بذلك، بل حصل على ضمانات أميركية بعدم مشاركة منظمة التحرير في العملية اللاحقة، وبأن تحترم الولايات المتحدة موقف إسرائيل المعارض للانسحاب من هضبة الجولان حتى في إطار اتفاق سلام مع سورية.
· المؤتمر المخطط انعقاده في أيلول/ سبتمبر المقبل يختلف تماماً عن مؤتمر مدريد في عام 1991. قبل مؤتمر مدريد أحجمت الدول العربية، باستثناء مصر، عن التفاوض مع إسرائيل، وكانت تحتاج إلى غطاء في هيئة مؤتمر دولي. لكن من الذي يحتاج الآن إلى مؤتمر دولي؟
إن التجديد الأشد خطراً الذي يمكن أن ينجم عن المؤتمر الدولي هو لهاث حكومة أولمرت لتدويل النزاع ونشر قوات دولية على طول خطوط الفصل. وسيجعل تطبيق هذه الفكرة إسرائيل رهينة للأسرة الدولية، وسيمس مساً شديداً سيادتها في مقابل اتفاق لا يوجد أي وجه شبه بينه وبين السلام المطلوب.