· يشكل الفصل بين غزة الواقعة تحت سلطة حماس وبين الضفة الغربية التي يسيطر عليها المعتدلون فرصة تاريخية لإحراز سلام بين إسرائيل وحكومة محمود عباس. إن حكومة إيهود أولمرت وحكومة عباس تقبلان مبدأ دولتين وشعبين، وفكرة الأرض مقابل السلام، والمقاربة المؤيدة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. ونقاط الخلاف بين الحكومتين ليست قليلة، لكن ليست هناك هوة بينهما في أي منها. ومن شأن مفاوضات مكثفة أن تزيل الخلافات وأن تؤدي إلى مسودة اتفاق.
· ثمة مكان للأمل بأن تنهض حركة شعبية في غزة وتنتفض على حماس الاستبدادية والدينية المتعصبة ما إن يتم إحراز اتفاق إسرائيلي شامل، وتقام دولة فلسطينية في أراضي الضفة الغربية، ويزول الاحتلال عنها.
· قامت إسرائيل بسلسلة من بوادر حسن النية. الفلسطينيون، من ناحيتهم، يبذلون جهداً كبيراً للسيطرة على الفوضى في الضفة وجمع السلاح من المسلحين ومنع الهجمات على إسرائيل. وقد أُسقط أخيراً بند الكفاح المسلح من برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة، وأصبح الحديث يدور، بدلاً من ذلك، عن اتفاق يتم إحرازه بالمفاوضات. وبدلاً من المطالبة بـ "حق العودة" أدخل الفلسطينيون على برنامجهم بنداً يدعو إلى "حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين". وخطاب رئيس الحكومة المهم في شرم الشيخ يدل على أن إسرائيل ترغب الآن في "حل عادل ومتفق عليه" لمشكلة اللاجئين.
· يجب أن تكون الخطوة المقبلة الشروع الفوري في مفاوضات بين إسرائيل وحكومة عباس على المواضيع المركزية للنزاع: القدس، والحدود الدائمة، ومستقبل المستوطنات، ولاجئو 1948، والأماكن المقدسة.
إذا امتلك الزعيمان قدراً من الشجاعة وتوصلا إلى مسودة اتفاق، وإذا عُرضت هذه المسودة للاستفتاء في إسرائيل وفلسطين، فسيكتشف الجميع أن الشعبين مستعدان للحل الوسط.