قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس (الاثنين) إن السيطرة المصرية على ما يحدث في شبه جزيرة سيناء أصبحت هشة للغاية، وأعرب عن أمله بأن ينفذ الرئيس المصري المنتخب التزامات بلده الدولية، بما في ذلك اتفاق السلام المبرم مع إسرائيل.
وجاءت أقوال باراك هذه تعقيباً على الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود مع مصر في جنوب إسرائيل أمس (الاثنين)، وذلك بعد يومين من إعلان سقوط صاروخ من طراز "غراد" على منطقة إيلات قال الجيش الإسرائيلي إن مصدره سيناء.
وقد بدأت تلك الأحداث منذ ساعات الصباح الباكر بقيام خلية مسلحة مؤلفة من ثلاثة أفراد بالتوجه نحو أحد المواقع التي تجري فيها أعمال إنشاء الجدار الحدودي على طول تلك المنطقة، وتسلل اثنان من أفرادها إلى داخل الأراضي الإسرائيلية بينما بقي الثالث داخل الأراضي المصرية، وأطلق المسلحان النار على سيارة كان يقودها المواطن العربي الإسرائيلي سعيد فشافشة من حيفا، وهو أحد عمال وزارة الدفاع الذين يعملون في إنشاء الجدار، الأمر الذي أدى إلى مقتله، كما أطلقا صاروخاً من طراز "أر. بي. جي" على سيارة أخرى إلا إنه أخطأها، وبعد ذلك اصطدما بقوة تابعة للواء جولاني وجرى تبادل إطلاق النار بين الجانبين أسفر عن مقتل المسلحين، ولاذ الثالث بالفرار.
وعلى الفور أعلنت حالة الطوارئ في جميع المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لمنطقة الحدود مع مصر، كما توجهت دبابتان إسرائيليتان إلى تلك المنطقة وذلك خلافاً لما ينص عليه اتفاق السلام بين الدولتين الذي التزمت إسرائيل فيه إبقاء هذه المنطقة خالية من الدبابات والمدفعية والصواريخ المضادة للطائرات، لكن بعد وقت قصير صدرت الأوامر بانسحابهما. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه تم توجيه الدبابتين بسبب العملية المسلحة التي تعبر حدثاً غير مألوف.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى إن منطقة سيناء تتحول بالتدريج إلى جنوب لبنان آخر، لكن مع فارق جوهري واحد هو أن إسرائيل تعمل في منطقة الحدود الجنوبية في مقابل دولة يربطها بها اتفاق سلام، بينما تتعامل في منطقة الحدود الشمالية في مقابل منظمة حزب الله.
وعلمت صحيفة "معاريف" أن المداولات التي جرت في أروقة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الفائتة، تضمنت تقديرات فحواها أن السيطرة المتوقعة لحركة "الإخوان المسلمين" على مقاليد السلطة في مصر من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد التوتر في منطقة الحدود الجنوبية، وأن السلطة المصرية الجديدة لن تخف إلى معالجة الأوضاع المتدهورة في سيناء وستكون أكثر انشغالاً بالأوضاع الداخلية.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن العملية المسلحة التي جرى تنفيذها أمس (الاثنين) في منطقة الحدود مع مصر كانت موجهة ضد العمال الذين يقومون بأعمال إنشاء الجدار الأمني في تلك المنطقة.
وأضاف رئيس الحكومة، الذي كان يتكلم في مستهل الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست بعد ظهر أمس (الاثنين)، أن هذه العملية لن توقف أعمال إنشاء الجدار "الذي يهدف إلى منع الإرهاب، والى منع دخول المتسللين على حد سواء، ويعتبر بناؤه بمثابة مصلحة وطنية إسرائيلية عليا." وقال: "إنني أومن بأنه لو لم تقرر الحكومة قبل عامين إنشاء هذا الجدار لكنا سنواجه الآن سيلا كبيراً من المتسللين، وربما سيلاً أكبر من العمليات الإرهابية."
على صعيد آخر، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء أمس (الاثنين) هجوماً على خلية فلسطينية في بيت حانون في قطاع غزة كانت تستعد لإطلاق قذائف على إسرائيل. ووفقاً للتقارير الواردة من القطاع أسفرت هذه العملية عن مقتل اثنين من أفراد الخلية وإصابة اثنين آخرين بجروح.