· وصف وزير الداخلية الإسرائيلية إيلي يشاي عملية طرد اللاجئين القادمين من جنوب السودان الذين تسللوا إلى إسرائيل بأنها "عملية الحفاظ على إسرائيل يهودية". ويبلغ عدد هؤلاء اللاجئين نحو 700 شخص معظمهم من النساء والأطفال، وقد باتوا الآن في صلب اهتمام الحكومة الإسرائيلية التي تحاول أن توهمنا أنه لدى الانتهاء من طردهم عن بكرة أبيهم من المتوقع أن نحظى بدولة نظيفة من الجرائم والأمراض والضائقة الاقتصادية - الاجتماعية.
· قبل بدء عملية الطرد هذه بثلاثة أيام رفضت المحكمة المركزية في القدس استئنافاً تقدمت به عدة منظمات إسرائيلية لحقوق الإنسان ضد قرار صادر عن الوزير يشاي يقضي بإلغاء سياسة الدفاع بصورة جماعية عن هؤلاء اللاجئين، غير أن المحكمة منحتهم مهلة أسبوع لتقديم طلبات إلى السلطات الإسرائيلية المختصة بشأن منحهم حق البقاء في إسرائيل والإقامة فيها لأسباب إنسانية أو صحية. لكن يبدو أن مهلة أسبوع تعتبر طويلة زيادة عن اللزوم بالنسبة إلى كل من وزير الداخلية، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ويمكن أن تؤخر "عملية الحفاظ على إسرائيل يهودية." ولذا فإنه بعد مرور ثلاثة أيام فقط على قرار المحكمة المذكور بدأ أفراد وحدة "عوز" [التابعة لمصلحة الهجرة الإسرائيلية] باقتحام الأحياء وأماكن العمل التي يوجد فيها لاجئون من جنوب السودان وإلقاء القبض عليهم تمهيداً لطردهم.
· إننا نعتقد أنه لا مانع من إعادة لاجئي جنوب السودان إلى بلدهم الأصلي، غير أن هذا الأمر يجب أن يجري بصورة منظمة وإنسانية، نظراً إلى أن إعادتهم ستتم إلى دولة تعاني أزمة إنسانية كبيرة، وعدم استقرار أمني واقتصادي، وهذا يعني أنهم سيعودون إلى المجهول.
وبرأينا لو أن الحكومة أقدمت على إعادة هؤلاء اللاجئين بصورة إنسانية لكان معظم هؤلاء سيصبحون سفراء نية حسنة لإسرائيل في دولة جنوب السودان، التي تربطنا بها مصالح مشتركة مهمة بسبب موقعها الاستراتيجي القريب من دول إسلامية معادية. غير أن هذه الحكومة اختارت أن تتعامل معهم كما لو أنهم حيوانات.