تفكك سورية سيؤثر في إسرائيل من هنا التلكؤ الأميركي في التدخل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن الحرب الدموية الدائرة على أرض سورية هي أيضاً حرب بين إيران وبين السعودية وقطر. وفي حال خسرت السعودية وقطر، وواصلت وسائل الإعلام عرض صور المذابح، فمن المحتمل أن يتدخل الغرب. لكن يبدو واضحاً حتى الآن أن الغرب لا يرغب في ذلك، فسورية، على عكس العراق وليبيا، لا تملك كميات كبيرة من النفط، ولا تُعدّ، مثل العراق، هدفاً استراتيجياً يمكنه أن يشكل إسفيناً بين السعودية وإيران، كما أن المهاجرين الأفارقة لا يتدفقون من شواطئها إلى أوروبا كما هو الحال في ليبيا. لذا فإن النزيف الدموي في سورية أقل ضرراً على الغرب من تفككها.

·       من المعقول الافتراض أن تفكك سورية - مثلما جرى في العراق - لن يؤدي إلى تدمير الفسيفساء القديمة للأديان والطوائف والثقافات ولن يتسبب بحرق المتاحف فحسب، بل سيجلب معه أيضاً العصابات الهمجية تماماً مثلما جرى في العراق. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: على مَن سترد إسرائيل انتقاماً على إطلاق صواريخ عليها من سورية؟ هل سترد على مَن يضعوا العبوات المتفجرة في شوارع دمشق؟ أم أنها ستقوم بتوسيع حدودها من أجل إبعاد أوكار المتطرفين؟

·       في حال تفككت سورية، فإن حياتنا ستتغير على المدى القصير. لذا لا تسارع الولايات المتحدة إلى التدخل، فما يهمها هو الخوف على مصير إسرائيل، وليس المستقبل السوري أو النفاق الأوروبي القديم. إن المطلوب هو "ديكتاتورية فعّالة " لا "ديمقراطية على الطريقة العراقية"، وفي هذه الأثناء لا مانع من استمرار سفك الدماء.