· يمكن القول إن إقدام إسرائيل بدءاً من أول أمس (الأحد) على طرد اللاجئين القادمين من جنوب السودان الذين تسللوا إليها [عقب رفض المحكمة المركزية في القدس استئنافاً تقدمت به عدة منظمات إسرائيلية لحقوق الإنسان ضد قرار صادر عن وزير الداخلية الإسرائيلية إيلي يشاي يقضي بإلغاء سياسة الدفاع بصورة جماعية عن هؤلاء اللاجئين] لا يشكل وسيلة لائقة لمواجهة مشكلة اللاجئين الأجانب في البلد، بل يشكل ردة فعل هستيرية وعنيفة عليها.
· وعلى الرغم من أن عدد هؤلاء اللاجئين في إسرائيل يعتبر قليلاً جداً مقارنة بعددهم في سائر أنحاء العالم، إلاّ إن تعامل السلطات الإسرائيلية المسؤولة معهم يبدو مختلفاً تماماً عن تعامل السلطات المسؤولة في العالم الغربي والذي يعتبر أفضل كثيراً.
· وما يجب ملاحظته هو أن إسرائيل ربما هي الدولة الوحيدة في العالم التي ترفض أن تمنح مكانة لاجئ لأي كان، كما أنها غير مستعدة على الإطلاق لتحديد أي سقف يتعلق بعدد اللاجئين الذين يمكنهم العيش فيها. فضلاً عن ذلك فإن إسرائيل غير مستعدة لأن تتعاون مع أي جهة من أجل حل مشكلة هؤلاء اللاجئين، وكل ما تقترحه على دولهم الأصلية هو أن تعيد اللاجئين إليها فقط.
إزاء ذلك لا بد من القول إن المطلوب من إسرائيل في الوقت الحالي هو أن تحدد سياسة هجرة إليها تكون ذات صلة بالواقع السياسي في العالم لا بالتخوفات المبالغ فيها، وأن تكف فوراً عن سياسة طرد اللاجئين الأجانب بحجة أن طردهم سينقذها من خطر داهم يتهددها.