· وفقاً لتقديرات إسرائيلية مستجدة متطابقة يبدو أن ثمة جهوزية كبيرة لدى كل من إسرائيل و"حماس" في الوقت الحالي للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى فيما بينهما تسفر عن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، الأسير لدى هذه الحركة الأخيرة منذ 5 أعوام بالتمام والكمال. وفي حال تلقي إسرائيل اقتراحاً معقولاً [من حركة "حماس"] فإن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية وربما الحكومة الإسرائيلية كلها سيطالبان باتخاذ قرارات حاسمة في هذا الشأن.
· ويمكن القول إن الجانب الإسرائيلي قد استوعب جيداً أن حركة "حماس" لم تليّن موقفها، وخصوصاً فيما يتعلق برفض إسرائيل السماح لعشرات السجناء الفلسطينيين الذين من المتوقع إطلاقهم في إطار صفقة التبادل العودة إلى بيوتهم في الضفة الغربية. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد اقترح طرد جزء منهم إلى الدول العربية أو إلى قطاع غزة، الأمر الذي ترفضه حركة "حماس" جملة وتفصيلاً.
· وعلى الرغم من جهوزية حركة "حماس" للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، إلاّ إنه ما زالت هناك مخاوف كبيرة لدى المسؤولين الإسرائيليين من أن تقدم هذه الحركة في آخر لحظة على طرح مطالب جديدة بهدف عرقلة الصفقة.
· إن ما تجدر الإشارة إليه هو أن سبب التقدير بأن حركة "حماس" أصبحت جاهزة ومستعدة الآن للتوصل إلى صفقة تبادل مع إسرائيل يعود إلى الضائقة التي تواجهها في الآونة الأخيرة نتيجة التطورات الأخيرة في سورية، كذلك في ضوء رفض كل من مصر والأردن نقل مقرات قادتها من دمشق إلى أراضيهما.
· ويبدو أنه في حال النجاح في عقد صفقة التبادل هذه والإفراج عن شاليط فإن أول خطوة سيتم الإقدام عليها بعد عودته إلى عائلته هي إقامة لجنة خاصة لتقصي وقائع عدم طرح أي بديل من المفاوضات مع "حماس" للإفراج عنه، بما في ذلك شن عملية عسكرية، على مدار الأعوام الخمسة التي كان خلالها أسيراً لدى "حماس" في غزة.