رئيس شاس السابق يعلن عزمه العودة إلى الحياة السياسية على رأس حزب جديد
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أعلن رئيس حزب شاس السابق آرييه درعي أنه يعمل هذه الأيام على تأسيس حزب جديد لخوض الانتخابات الإسرائيلية العامة المقبلة، مؤكداً أنه لن يكون حزباً طائفياً مثل شاس، وأن ما كان ملائماً لسنة 1984 [لدى تأسيس شاس] لم يعد ينطبق على الوقت الحالي.

وأضاف درعي، الذي كان يتكلم بعد ظهر أمس (الأربعاء) في اليوم الثاني "لمؤتمر رئيس الدولة الإسرائيلية" المنعقد في القدس، أن أهم سبب لتأسيس شاس في حينه يعود إلى شعور جمهور اليهود الشرقيين [السفاراديم] بالغبن والتمييز، في حين أن الأوضاع الراهنة في إسرائيل تتطلب وحدة جميع فئات الشعب اليهودي لمواجهة القرارات الحاسمة المصيرية الماثلة أمام الدولة، مشدداً على أنه سيستأنف نشاطه السياسي بالأساس من أجل الناس لا من أجل العملية السياسية فقط.

وأكد درعي أيضاً أنه لا يتطلع إلى أن يصبح رئيساً للحكومة، وأنه سيهتم بالموضوعات المتعلقة بعملية السلام كما فعل في السابق، لكن الأوضاع تغيّرت وبات على كل من يرغب في السلام ويرفض الحرب أن يكون مدركاً للمخاطر التي يمكن أن تنجم عن ذلك.

وتطرّق درعي إلى علاقات إسرائيل بجيرانها قائلاً "إن إسرائيل أهدرت سنة 1993 فرصة للتوصل إلى اتفاق سلام مع سورية، ولو أنها لم تهدر هذه الفرصة لكانت الأوضاع المتعلقة بكل من حزب الله وإيران وحماس مغايرة كلياً".

وتجدر الإشارة إلى أن درعي شغل في أثناء زعامته لحزب شاس عدة مناصب وزارية، وفي سنة 1999 أدين بارتكاب مخالفات جنائية وتلقي رشاوى، وحكم عليه بالسجن الفعلي 3 أعوام انتهت سنة 2002. وقد سبق له أن أكد في سياق مقابلة أدلى بها إلى صحيفة "معاريف" قبل عدة أشهر أنه ينوي العودة إلى الحياة السياسية لكنه نفى أن يكون يعمل على تأسيس حزب جديد.

وقد أثار إعلان درعي ردات فعل كثيرة، فقال عضو الكنيست نيسيم زئيف من حزب شاس إنه لا يجوز لمن كان رئيساً للحزب أعواماً طويلة أن يؤسس حزباً جديداً، مؤكداً أن درعي لن يُقدم على أي خطوة من دون الحصول على إذن من "مجلس حاخامي التوراة" الذي يتزعمه الحاخام عوفاديا يوسيف، الزعيم الروحي لحزب شاس، كما أنه لن يعمل على تقويض الحزب الذي ترعرع فيه ولو من باب التزامه الأخلاقي بمبادئه.

وانتقد أعضاء كنيست من كتل متعددة رغبة درعي في العودة إلى الحياة السياسية، وقالت عضو الكنيست تسيبي حوتوبيلي [ليكود] أنها ستعمل على دفع مشروع قانون يقضي بإدخال تعديل على القانون الأساسي للكنيست ينص على منع كل من يُدان بارتكاب مخالفات جنائية من خوض الانتخابات العامة أو من شغل منصب وزير طوال حياته. وكانت حوتوبيلي قدمت مشروع القانون هذا في بداية سنة 2010 مع أعضاء الكنيست شيلي يحيموفيتش [العمل] وياريف ليفين [ليكود] ومارينا سولودكين [كاديما].

وقال رئيس كتلة ميرتس عضو الكنيست إيلان غيلئون إنه في حال انتخاب درعي للكنيست مرة أخرى بعد أن أبعد عنه بسبب ارتكابه مخالفات جنائية خطرة، فإن ذلك سيكون يوماً أسود في تاريخ دولة إسرائيل.

من ناحية أخرى ألقت رئيسة المعارضة البرلمانية عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة كاديما] نهار أمس (الأربعاء) خطاباً في "مؤتمر رئيس الدولة الإسرائيلية" أكدت فيه أن استمرار الجمود المسيطر على العملية السياسية يتسبب بمزيد من فقدان شرعية دولة إسرائيل، مشددة على أن مقاربة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تلحق أضراراً كبيرة بمصالح الدولة.