· يمكن القول إن انتخاب نائب وزير الدفاع داني دانون رئيسًا لمؤتمر الليكود يعكس حالة التخبط التي تسيطر على هذا الحزب في ظل تولي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو زعامته. وتفاقم هذا التخبط لدى قيام نتنياهو عشية الانتخابات العامة الأخيرة [التي جرت في كانون الثاني/ يناير الفائت] بعقد تحالف مع حزب "إسرائيل بيتنا" [بزعامة أفيغدور ليبرمان] ضمن قائمة "الليكود- بيتنا".
· وينسحب هذا التخبط على نتنياهو نفسه إذ يواجه أزمة داخل الليكود الذي يؤيد معظم قادته الحفاظ على أرض إسرائيل الكاملة وعلى القدس الموحدة. صحيح أن بإمكان نتنياهو أن يلقي خطابًا أمام مؤتمر الليكود يؤكد فيه أنه لن ينسحب من المناطق [المحتلة]، وأنه سيستمر في بناء المستوطنات، وبذا يكسب ثقته، غير أن خطابًا كهذا من شأنه أن يضع نهاية لمسيرته السياسية وخصوصًا في ضوء تراجع قوته كما أظهرت نتائج الانتخابات العامة الأخيرة.
· معروف أن نتنياهو خسر في تلك الانتخابات الكثير من الأصوات لحساب حزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينت لمجرد أنه تحدث عن إقامة دولة فلسطينية في المناطق [المحتلة]، وخسر كمية من الأصوات لحساب حزب "يوجد مستقبل" بزعامة يائير لبيد لأن ناخبين كثيرين لم يثقوا بأن نتنياهو جاد في كل ما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية. ويبدو أن حملة التخويف من البرنامج النووي الإيراني هي التي جنبت نتنياهو سقوطًا أكبر في هذه الانتخابات. لكن الآن وبعد انتخاب حسن روحاني رئيسًا لإيران خلفًا للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، لم تعد لدى نتنياهو شخصية إيرانية يمكن أن يبني عليها حملة تخويف جديدة في أوساط الرأي العام الإسرائيلي.
· إن الخيار الوحيد المُتاح أمام نتنياهو من أجل الحفاظ على استمراريّته، هو أن يحقق إنجازات ملموسة على الصعيد الاقتصادي، غير أن تحقيق إنجازات كهذه يستلزم هدوءًا أمنيًا. ولا شك في أن مثل هذا الهدوء يمكن الوصول إليه من خلال التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين. وبناء على ذلك، لا بُد من القول إنه إذا كان نتنياهو معنيًا بأن يدفع التسوية السياسية مع الفلسطينيين قدمًا، فإنه يتعيّن عليه أولاً وقبل أي شيء أن يواجه الرئيس الجديد لمؤتمر حزب الليكود دانون، ومركز هذا الحزب، كما فعل رئيس الحكومة السابق أريئيل شارون عندما قرّر تنفيذ خطة الانفصال عن قطاع غزة [سنة 2005].