· يخدم الجدل العام الدائر بشأن مسألة وجوب مهاجمة إيران أو الامتناع عن ذلك أعداءنا وكل من يريد الإضرار بنا، كما يخدم محبي الانسحابات [من الضفة الغربية] على أنواعهم، الذين أضافوا تهديداً جديداً إلى تهديداتهم الدائمة والمعروفة والمطالبة بالخضوع لإملاءات "السلام" من جانب جيراننا. إن محبو السلام هؤلاء يقولون لنا: إنكم تعتقدون أن الوضع سيء الآن، فلتعرفوا أنه سيكون أكثر سوءاً وأكثر رعباً.
· من المسلم به أن الإيرانيين يسعون لتطوير قنبلة نووية تستطيع أن تمحو الكيان الصهيوني من على وجه الأرض، لكن من الصعب الافتراض أن إيران ستستخدم قدرتها النووية ضد إسرائيل وتخاطر بتعريض نفسها للدمار، ولو بصورة جزئية. في المقابل، علينا ألاّ نثق بمنطق هؤلاء المجانين الذين قد تدفعهم الاعتبارات الدينية والماورائية إلى التضحية بحياة قسم من المسلمين في سبيل الهدف "المقدس" ألا وهو القضاء على دولة اليهود.
· ثمة أكثر من سبيل لمواجهة الخطر الإيراني، والخيارات هي: أ) القيام بضربة وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية؛ ب) تشجيع المعارضة الإيرانية وتقديم الدعم لها بهدف زعزعة النظام هناك وإسقاطه؛ ج) إبقاء خيار الهجوم على إيران مفتوحاً مع المحافظة على الغموض بشأن تنفيذه.
· يجب أن يقتنع الإيرانيون في قرارة أنفسهم بأن الإسرائيليين "مجانين" وأنهم مستعدون لكل شيء، حتى للسيناريو النهائي. كذلك ينبغي أن يدركوا أن إسرائيل قادرة ليس فقط على تدمير جزء من إيران، بل في إمكانها تدمير كل مدنها الرئيسية وآيات الله، بمن فيهم منكرو المحرقة. إن هذا الغموض مهم لأنه يردع ويخيف الطرف الذي يجب ألاّ يعرف نياتك، فيصبح عليه الافتراض أن كل الاحتمالات مفتوحة. وفي جميع الأحوال أنا لا أزعم أن مهاجمة إيران لا تحتاج إلى مناقشة، لكني أقول إن هذا يجب أن يجري داخل الغرف المغلقة لا في الساحات العامة.
· يهددنا المعارضون للضربة الوقائية بهجوم إيراني فظيع، لكن أليس هذا ما يسعى الإيرانيون للقيام به ضدنا الآن، لا بالصواريخ وإنما بواسطة القنبلة النووية؟ وإذا أخذنا بجدية تهديدات رجال الدين في إيران، ألا يكون أكثر حكمة أن نبادر إلى الهجوم، وألاّ نكرر ما جرى في حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]؟ فلماذا لا نبادر إلى الهجوم، ونفرض نحن قواعد اللعبة؟.