· لا شك في أن قرار الحكم الذي أصدرته المحكمة المصرية أمس (السبت) بحق الرئيس المصري السابق حسني مبارك [الذي حكم عليه بالسجن المؤبد] هو قرار سياسي محض، ذلك بأنه يحمله المسؤولية عن جميع المشكلات التي تواجهها مصر.
· في الوقت نفسه يبدو أن هذا القرار هو عبارة عن صفقة بين المحكمة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وهيئة الدفاع عن مبارك تقضي بسجن الرئيس السابق مدى الحياة وتبرئة نجليه جمال وعلاء من جميع التهم التي وجهت إليهما. ويمكن القول إن رئيس المحكمة القاضي أحمد رفعت أدرك أنه في حال إصدار قرار حكم أقل من السجن المؤبد فإن الثورة الشعبية في ميدان التحرير ستُستأنف مرة أخرى، وفي المقابل فإن الهدف من تبرئة نجلي مبارك هو تهدئة روع المعسكر الواسع من أنصار الرئيس السابق.
· وينطوي قرار الحكم بحق مبارك على عبرة لجميع الزعماء العرب الذين لم يطح بهم "الربيع العربي" حتى الآن، وفحواها أن عاصفة هذا "الربيع" لا بد من أن تجتاحهم عاجلاً أم آجلاً، وأنه إذا صدر حكم قاس بالسجن المؤبد بحق فرعون مصر فما من شيء يضمن عدم وصول العاصفة إليهم في المستقبل.
· كما أن هذا القرار يمرر رسالة واضحة إلى الرئيس المصري المقبل تتضمن تحذيراً من مغبة انتهاج طريقة حكم دكتاتورية مثل طريقة الحكم التي انتهجها مبارك، وأنه في حال حدوث ذلك فإن شباب الثورة سيقفون له بالمرصاد.
وبالنسبة إلى إسرائيل يعتبر قرار الحكم بحق مبارك نهاية مرحلة تتعلق بحليف كبير، وذلك على الرغم من أنه لم يحرص كثيراً على تعزيز العلاقات بين إسرائيل ومصر. ومع أن اتفاق السلام بين الدولتين سيصمد، ولن تشن مصر حرباً علينا، إلاّ إنه يبدو أن ثمار هذا الاتفاق ستتقلص أكثر فأكثر في المستقبل، بغض النظر عمن سيكون رئيساً مقبلاً لمصر.