· إن المؤتمر الذي عقده معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، والكلام الذي قيل في أثنائه عن إيران الواقعة على بعد 1600 كيلومتر شرقاً، إنما كانا موجهين بصورة خاصة إلى الغرب، وإلى هدف أبعد هو واشنطن.
· مما لا شك فيه أن الأشهر المقبلة هي أشهر مصيرية، فكبار المسؤولين، سواء أكانوا من المؤيدين للهجوم على إيران أم من غير المتحمسين له، يريدون أن تقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل. وتدور وراء الكواليس حرب خفية، إذ لا يريد الأميركيون أن تتحول إيران إلى دولة نووية، لكنهم أيضاً لا يريدون أن يفاجأوا برؤية الطائرات الحربية الإسرائيلية متجهة إلى إيران.
· عندما أدركت واشنطن أن إسرائيل لا تهدد بمهاجمة إيران فقط، بل أعدت أيضاً خطة تفصيلية وخريطة للهجوم وقوائم بالأهداف، كان هذا بالنسبة إليها مؤشراً على ضرورة بدء تحركها. وكان الهدف من هذا التحرك هو منع الخطة الإسرائيلية من الدخول في حيز التنفيذ. وعندما ظهرت بعض التسريبات عن التهديدات الإسرائيلية، بدأت الولايات المتحدة تتحدث إلى إيران بلغة التهديد، وفرضت عليها العقوبات، وأوصلت النظام في طهران إلى طاولة المفاوضات.
· في اعتقاد الولايات المتحدة أن هذه هي الوسيلة التي يمكن بواسطتها تأجيل، وربما كبح، الهجوم الإسرائيلي. كما تعتقد أن مواصلة هذا التحرك هو الذي سيدفع الإسرائيليين إلى الانتظار لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور.
في القدس يعرفون جيداً أن الصاروخ الذي ينتظر في طائرة أف - 15 هو الذي يدفع الأميركيين والعالم إلى استخدام الدبلوماسية الفعالة، وهم يستغلون المؤتمر الذي عُقد أول أمس للتذكير بأن النهاية بدأت تقترب.