من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لدى قراءتي الخبر الذي نشرته الصحف بشأن طلب وزارة الخارجية من سفرائها العمل على منع الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، تذكرت مهمات مشابهة طُلبت مني كسفير وكانت حظوظ نجاحها منذ البداية ضئيلة.
· إن المهمة التي كلفت بها وزارة الخارجية سفراءها ليست مهمة سهلة، بل إنها مستحيلة. ففي نهاية الأمر، السفراء هم مجرد سفراء وليسوا هم مَن يقرر السياسات. وانطلاقاً من تجربتي أقول إنهم يقومون بواجبهم بإخلاص، ولا يحاولون تجميل الوقائع ولا تجاهلها، وينقلون في تقاريرهم الدورية إلى القدس مواقف صنّاع القرار في البلاد التي يخدمون فيها ومواقف الرأي العام وصورة إسرائيل في وسائل إعلام هذه الدول. فلو استعان صانعو القرار في إسرائيل بهذه التقارير وبالصورة التي قدمتها خلال الأعوام الأخيرة لفكرا مليّاً في مدى حكمة سياستهم.
· يعتبر كثيرون في الزعامة السياسية الحالية أن الانتقادات الموجهة إلينا هي نتيجة جهود حملة نزع الشرعية عن إسرائيل التي يقوم بها الفلسطينيون وحلفاؤهم. ولا شك في أن دافع بعض المنتقدين لنا سببه هذه الحملة، لكن في مقابل هؤلاء نجد أن الانتقادات الموجهة إلى الحكومة الإسرائيلية داخل أوساط واسعة، وخصوصاً في الاتحاد الأوروبي، هي انتقادات موضوعية.
· هذا هو على سبيل المثال حال الانتقادات التي وجهتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. فقد تخلت ميركل، مدفوعة بقلقها الحقيقي على أمن إسرائيل، عن موقفها الإعلامي المتحفظ السابق وسمحت لنفسها خلال العام المنصرم بانتقاد مواقف الحكومة الإسرائيلية في قضية البناء في المستوطنات وغياب المبادرة السياسية، ولا سيما في ظل الأحداث التي يشهدها العالم العربي، والتي تشكل في رأي ميركل فرصة.
· كذلك انتقد ساركوزي أكثر من مرة خلال العالم المنصرم مواقف الحكومة الإسرائيلية. ويمكننا القول إن الرد البارد لبنيامين نتنياهو على مبادرة وزير الخارجية الفرنسية [لاستئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين] لم تضاعف عدد المؤيدين لنا في فرنسا. وقد عبّر ساركوزي عن ضيقه من مواقف الحكومة الإسرائيلية بقوله إنه في حال لم تُستأنف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين فهو سيدرس تأييد إعلان قيام دولة فلسطينية.
· ينقل سفراؤنا في الاتحاد الأوروبي في تقاريرهم الاختلاف في الآراء داخل الاتحاد الأوروبي إزاء المشكلات السياسية المدرجة في جدول الأعمال والمتصلة بالمفاوضات مع الفلسطينيين. وحتى لو صوتت ألمانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى ضد قيام دولة فلسطينية، تعبيراً عن معارضتها المبدئية للخطوات الأحادية الجانب، فمن الخطأ أن تعتقد إسرائيل أن هذا التصويت يمنحها الشرعية لمواصلة سياستها.