· هل إقدام إسرائيل على شنّ هجوم عسكري على إيران سيكون في جميع الحالات بمثابة عمل غبي كما أكد مئير داغان رئيس جهاز الموساد السابق؟ قبل أن نجيب عن هذا السؤال يجدر بنا أن نتساءل عما إذا كان هناك أصلاً خيار عسكري لكبح البرنامج النووي الإيراني.
· إن الجواب عن هذا التساؤل مرهون بإجابات المؤسسة الأمنية في إسرائيل عن أربعة أسئلة: أولاً، هل تملك استخباراتنا صدقية كافية تجعلنا نعرف بالضبط ما هي الأهداف التي يجب أن نهاجمها؟؛ ثانياً، هل يمكننا أن نوفر كمية الطائرات المطلوبة لقصف تلك الأهداف؟؛ ثالثاً، هل ستتمكن الذخيرة التي ستستعملها هذه الطائرات من اختراق التحصينات الإيرانية؟؛ رابعاً، وربما يكون السؤال الأهم، ما هي النتائج التي ستترتب على هذا الهجوم فيما يتعلق بتشويش البرنامج النووي الإيراني أو عرقلته؟
· بطبيعة الحال، لا أعرف فحوى الإجابات المتوفرة لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن هذه الأسئلة الأربعة، لكنني أفترض أنها مطروحة في جدول أعمالها. ومع ذلك، حتى لو كانت هذه الإجابات ترجح وجود خيار عسكري إزاء إيران، ليس من الحكمة أن نلجأ إلى هذا الخيار حتماً. ولا شك في أنه ما دامت هناك طرق أخرى غير الهجوم العسكري تتيح إمكان منع إيران من امتلاك أسلحة نووية فإنها تبقى أفضل بالنسبة إلينا. وفي حال انعدام أي إمكان لتحقيق ذلك لا يمكن لإسرائيل أن تسلم بوجود أسلحة نووية في حيازة إيران.
· إن الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يحل معضلة الهجوم العسكري [الإسرائيلي] على إيران هو رئيس الولايات المتحدة، ذلك بأن هذا الهجوم ستكون له تداعيات خطرة على المصالح الأميركية في الخليج الفارسي كله. بناء على ذلك، فإنه في حال قول الرئيس الأميركي لرئيس الحكومة الإسرائيلية إن شنّ إسرائيل هجوماً عسكرياً على إيران غير مقبول من الولايات المتحدة، على إسرائيل أن تمتنع من شن هجوم كهذا بغض النظر عما يرغب فيه رئيس الحكومة أو وزير الدفاع. وليس واضحاً بعد ما إذا كانت مثل هذه الرسالة الأميركية قد نُقلت إلى إسرائيل، أم أنها ستُنقل إليها في المستقبل.