من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· حان الوقت كي نحرر غزة، وكي نرفع الحصار المفروض عليها، وكي نقيم علاقات "طبيعية" مع قيادة "حماس" ومع السكان هناك. كذلك آن الأوان كي نسمح للدول الأوروبية وللولايات المتحدة بالاستثمار مباشرة في القطاع، وأن نتيح للاقتصاد الغزي فرصة التطور والنمو مثلما يجري في الضفة الغربية. لقد حان الوقت لتقويض الكذبة القائلة إن الحصار هو عقاب لـ "حماس" يمنعها من إطلاق الصواريخ، ويخدم أمن إسرائيل. فقد تحطم حلم إسرائيل، مرة تلو أخرى، بـ "تدمير البنية التحتية للإرهاب"، أي قيادة "حماس"، ومن الأفضل لنا التخلص من هذا الوهم أيضاً.
· إن سعي إسرائيل لتحقيق النمو في الضفة وإفقار غزة، كي تثبت أن مَن يتعاون معها يستفيد ومَن يقف ضدها سيعاني، لم يؤد إلى النتيجة المطلوبة. فلم يخرج سكان غزة في تظاهرات شعبية ضد حكومة "حماس"، كما أن أغلبية سكان الضفة لم تشعر فعلاً بالفائدة السياسية والاقتصادية لذلك. في الواقع فإن الحصار المفروض على غزة مليء بالفجوات، ليس بسبب التهريب عبر الأنفاق، وإنما لأن هناك مئات الشاحنات التي تنتقل بين إسرائيل وغزة عبر معبر كفر سالم، وأيضاً نتيجة السماح لتجار غزة بإرسال بضائعهم إلى الأردن أو إلى إسرائيل، وذلك بسبب الضغط الدولي الذي مورس على إسرائيل خاصة، بعد قضية أسطول المساعدات التركية [سنة 2010].
· إن الربط الذي تقوم به إسرائيل بين الحصار الاقتصادي وبين الأمن غير صحيح. فعلى الرغم من أن "حماس" تملك أكبر مخزون للقذائف والصواريخ، فإن الذي يقوم بقصف إسرائيل هي التنظيمات المنافسة لها. وفي الواقع فقد دفع الهجوم الذي وقع في سيناء وأسفر عن مقتل 16 جندياً مصرياً بـ "حماس" إلى الإعلان أن لا يد لها في الحادث. والمفارقة هي أن تبعية "حماس" الكاملة لمصر وللإخوان المسلمين قد أجبرتها على الوقوف علناً مع المصلحة الوطنية المصرية، وإدانة الهجوم، ووصفه بالجريمة، وتأييد العملية العسكرية المصرية ضد التنيظمات الإرهابية في سيناء، وإعلان استعدادها مساعدة المصريين في حربهم ضد الإرهاب.
· في الأسبوع الماضي، قام وفد عسكري من "حماس" شارك فيه أحمد جعفري، رئيس الذراع العسكري في الحركة، بزيارة مصر من أجل التنسيق والقيام بعمليات مشتركة لتطهير سيناء من الإرهاب. ومن المتوقع أن تؤدي مشاركة "حماس" في مثل هذه العمليات إلى دخولها في مواجهة مع تنظيمات في غزة تعتمد على دعم التنظيمات الموجودة في سيناء. مما لا شك فيه أن المصريين ليسوا سذجاً، وهم يدركون أن محاربة الإرهاب لن تنتهي بهذه الطريقة، لكنهم مقتنعون بأن تحقيق التعاون الأمني يتطلب إشراك "حماس".
· لا تحتاج إسرائيل إلى الاعتراف بـ "حماس" كي تتعاون معها، لكن نظراً إلى كون العلاقات بين مصر وإسرائيل تستند حالياً، وبصورة خاصة، إلى الأسس الأمنية، فإن في إمكانها تعميق هذه العلاقة من خلال القيام بمبادرات تجاه غزة، ناهيك عن أن رفع الحصار عن غزة من شأنه أن يثمر عن نتائج إيجابية أخرى، مثل تسوية الخلاف مع تركيا، في حال ترافق مع اعتذار إسرائيلي متأخر.