كان على الحكومة انتهاز مبادرة أيلول/ سبتمبر لترميم الوضع القائم بين إسرائيل والفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

  • يبدو أن إسرائيل ستُقدم مرة أخرى، في حال تأييد الجمعية العامة في الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل المبادرة الفلسطينية الرامية إلى الحصول على تأييد الأسرة الدولية إقامة دولة مستقلة في حدود 1967 من جانب واحد، على اتهام العرب باتخاذ خطوات أحادية الجانب، وعلى إدارة ظهرها إلى الأمم المتحدة، وذلك في موازاة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وإقامة أحياء أخرى لليهود في القدس الشرقية.
     
  • ومع ذلك، لا بُد من القول إن قرار الجمعية العامة في أيلول/ سبتمبر في حال اتخاذه لن يكون مغايراً للقرار الذي اتخذته هذه الجمعية قبل 22 عاماً بأغلبية 104 أصوات ضد صوتين، واعترفت فيه بالدولة الفلسطينية المستقلة، وذلك في إثر إعلان الاستقلال الفلسطيني.
     
  • في ضوء ذلك، فإن الحملة الهوجاء التي يشنها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان وغيرهما من المسؤولين الإسرائيليين على القرار المتوقع اتخاذه في أيلول/ سبتمبر المقبل، تهدف أكثر من أي شيء آخر إلى تحميل الفلسطينيين وزر المسؤولية عن فشل العملية السياسية، مثلما فعل رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك عقب فشل العملية السياسية في قمة كامب ديفيد في سنة 2000.
     
  • وكان الدكتور إفرايم لافـي، الذي شغل في سنة 2000 منصب رئيس دائرة الشؤون الفلسطينية في قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان]، نشر قبل عدة أيام مقالة في مجلة جديدة صادرة عن "معهد تامي شتايمنيتس لأبحاث السلام" [في جامعة تل أبيب] أكد في سياقها أن التقديرات التي شاعت في أثناء انعقاد قمة كامب ديفيد، وفحواها أن رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات جاء إلى هذه القمة متأبطاً خطة مدبرة لتفجيرها والتسبب بتدهور الأوضاع الأمنية مع إسرائيل، لم تكن مقبولة من شعبة الاستخبارات العسكرية، إلاّ إنها كانت ملائمة لتفكير باراك والمؤسسة السياسية الإسرائيلية برمتها، ولذا جرى ترويجها وتوريثها إلى الحكومات الإسرائيلية اللاحقـة.
     
  • وما يجب قوله الآن هو أن المبادرة الفلسطينية في الأمم المتحدة تُعتبر فرصة كبيرة كان على الحكومة الإسرائيلية الحالية أن تنتهزها لترميم الوضع القائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية منذ قمة كامب ديفيد، غير أن تصريحات وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان التي أكد فيها أن من المتوقع أن تندلع في أيلول/ سبتمبر المقبل أعمال عنف وسفك دماء غير مسبوقة، وكذلك تصريحات النائب الأول لرئيس الحكومة ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون، تثبت أن الحكومة تهيئ الرأي العام لردة فعل عنيفة على المبادرة الفلسطينية تؤدي في الوقت نفسه إلى صرف الأنظار عن حملة الاحتجاج الاجتماعية التي تشهدها إسرائيل منذ أكثر من شهر.