على نتنياهو استئناف البناء في القدس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       أول أمس قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "إلى اللقاء في العام المقبل في قدس فيها بناء أكثر". فهل هذا الكلام هو تعهد بوقف تجميد البناء في القدس؟ وهل هو رد على وزير الإسكان الذي يمنع منذ عامين تشييد أبنية عامة في القدس؟

·       عندما خضع نتنياهو لطلب باراك أوباما تجميد البناء قال متحدياً: القدس ليست مستوطنة، ولن يسري عليها قرار التجميد. لكن عملياً توقف البناء في القدس بصورة شبه كاملة، وخلال العام الماضي بيع فقط حوالي 350 وحدة سكنية مدعومة حكومياً.

·       لقد جرى تجميد البناء أو تأجيله في أماكن كثيرة في يهودا والسامرة بسبب الدعاوى والعرائض المقدمة من جانب حركة "السلام الآن" إلى محكمة العدل العليا. لكن  تجميد البناء في القدس لم يجر بسبب محكمة العدل العليا أو بتسليم [مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة] وإنما بسبب نتنياهو، المسؤول الأول عن وقف البناء. ففي حي بسغات زئيف، الذي يقطنه نحو 16 ألف شخص، يعرقل مكتب رئيس الحكومة بناء نحو 650 وحدة سكنية جديدة. وفي حومات شموئيل (هار حوما سابقاً) أُلغي بناء 950 وحدة سكنية جديدة. والأخطر من هذا أنه منذ عامين تقريباً، أي منذ وصول نتنياهو إلى السلطة، يوجد نحو 400 وحدة سكن جاهزة للبيع في أحياء القدس الشرقية، لكن هناك من يعرقل الموافقة على طرحها للبيع.

·       وإذا كان نتنياهو صادقاً هذه المرة، وأراد أن يثبت للرئيس أوباما أنه زعيم فعلي فإن عليه السماح فوراً باستئناف البناء في الأماكن المسموح البناء فيها مثل: راموت، وهار حوما، وجيلو وغيرها. لقد أدى تجميد البناء إلى ارتفاع أسعار المساكن في القدس بصورة لا مثيل لها في أي عاصمة أخرى في العالم. وهذا هو السبب الذي دفع بالشباب الى الابتعاد عن القدس، وليس كما يدعي المفترون وأصحاب الغايات أن السبب هو سيطرة الحريديم [المتدينين المتشددين] على طابع الحياة في المدينة.

·       صحيح أن نمط حياة الحريديم بات واضحاً في القدس وأخذ يشكل عبئاً عليها، لكن على الراغبين في منع سيطرة نمط حياة المتدينيين منع العلمانيين من مغاردة المدينة، غير أن ما  يفعلونه هو العكس تماماً، فهم يقومون بحملة تخويف مبالغ فيها تؤدي إلى نفور الناس من العيش في العاصمة. كما أنهم لأسباب بيئية يعارضون البناء في غرب المدينة حيث توجد مساحات كبيرة من الأراضي، كما يعارضون البناء شرق المدينة لأسباب سياسية.

·       يعرف المسؤولون الإسرائيليون ما يجب فعله من أجل تحقيق الوعود التي قدمتها حكومات اليسار واليمين على مر السنين من أجل أن تبقى القدس موحدة وعاصمة لإسرائيل إلى أبد الآبدين. صحيح أن ثلثي سكان القدس حالياً هم من اليهود، لكن النمو الطبيعي لليهود هو 1,6 مقابل 3,3 في القطاع العربي، هذا إلى جانب المتسللين من العرب بصورة غير شرعية إلى العاصمة، نتيجة معاناة العرب من سكان القدس الشرقية.

·       من أجل زيادة عدد اليهود يجب أن نبني بكثافة في منطقة E1 (الواقعة بين القدس ومعاليه أدوميم). إن هذه الأراضي هي ملك للدولة، مثلما هي أراضي القدس الشرقية ومعاليه أدوميم. وما ينقصنا  للقيام بذلك هو التمسك بأهدافنا وامتلاك الشجاعة من أجل تحقيقها. يضاف إلى هذا كله أن البناء الكثيف في هذه المناطق سيجعل أي اعتراف من جانب الأمم المتحدة بدولة فلسطينية عاصمتها القدس من دون مضمون.