في وقت بلغت العلاقات مع الفلسطينيين الحضيض ليس افضل لأولمرت من الحديث عن شبه سلام مع سورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      فيما يلي الحقائق التي لا خلاف بشأنها: رئيس الحكومة إيهود أولمرت، أرسل قبل نحو شهرين رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، طلب من خلالها أن يعرف فيما إذا كانت سورية ستوافق على فك تحالفها مع إيران وحزب الله والمنظمات الفلسطينية "الإرهابية" لقاء بدء مفاوضات يتم فيها بحث الانسحاب الإسرائيلي من الجولان. وليس واضحاً فيما إذا كان أولمرت تعهد بالانسحاب من الجولان أم أنه اكتفى بتلميح من قبيل أن "ثمن السلام معروف". الأسد لم يجب عن الرسالة. والإدارة الأميركية تتحفظ عن تجديد القناة السورية بحجة أن دمشق تؤيد الإرهاب وتعمل على زعزعة الاستقرار في لبنان.

·      معنى ذلك أنه لا توجد عملية سياسية بين إسرائيل وسورية الآن، وأن شروط تجديد العملية لم تنضج بعد. الواضح أن هناك مصلحة لدى أولمرت والأسد، كل لاعتباراته الخاصة، في إطلاق أصوات سلمية في موازاة ارتفاع درجة التوتر الأمني بين الطرفين المتمثل في التصريحات الحربية المتبادلة والتدريبات التي يجريها الجيشان.

·      ما الذي يمكن استنتاجه من ذلك كله؟ أولاً: فشل تسلسلي. هناك نمط ثابت لخطوات أولمرت السياسية. فهي تبدأ بتصريح بالغ الأهمية لكنه ضبابي، وعندما يحين وقت حسن النية فإنه يرد ببخل ورفض. ولذا ليس لدى إسرائيل الآن أي قناة ناشطة لدفع تسوية سياسية إلى الأمام.

·      ثانياً: إن أميركا ليست طرفاً في اللعبة، مع أن تدخلها هو شرط ضروري لتسوية مع سورية مهما تكن.

ثالثاً: من الصعب تجاهل السياق السياسي للموضوع. أولمرت يرغب في بقاء حزب العمل في حكومته، ويجب إعطاء المرشح الفائز في انتخابات رئاسة الحزب يوم الثلاثاء المقبل (12/6) حافزاً لإقناع مركز حزب العمل بعدم الانسحاب من الائتلاف. وفي الظروف الحالية، التي بلغت فيها العلاقات مع الفلسطينيين الحضيض، من الصعب التفكير بحجة للبقاء في الحكومة افضل من الحديث عن شبه حرب أو شبه سلام مع سورية.