شرطان إسرائيليان وشرط أميركي كفيلة بإفشال مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يجب ألا يثير الصمت السوري عن الرسالة الإسرائيلية التي نقلت إلى دمشق العجب. سورية، بحسب ما أوضح الأسد مرات عدة منذ تنصيبه رئيساً قبل سبعة أعوام، تسعى للعودة إلى مفاوضات مباشرة وعلنية في سبيل متابعة التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال المفاوضات مع والده. وهذه التفاهمات، أو "الوديعة" كما أسماها الأسد الأب، تتحدث عن ترتيبات أمنية وعن سلام لقاء الانسحاب الإسرائيلي الكامل من هضبة الجولان. والأسد الابن لم يحد عن هذا المبدأ.

·      إسرائيل وضعت، من جانبها، على طاولة الرئيس السوري سلسلة من الشروط المسبقة لمجرد إجراء المفاوضات. وإلى جانب هذه الشروط الإسرائيلية، وهي فك التحالف مع إيران ومع حزب الله وطرد قيادات الفصائل الفلسطينية، خصوصاً حماس والجهاد الإسلامي، من الأراضي السورية، هناك مطلب أميركي بضبط الحدود مع العراق. وهكذا، إلى حين يتم الحصول على الموافقة الأميركية ستبقى المفاوضات مع سورية رهينة الحرب في العراق.

·      حتى من غير الشرط الأميركي فإن الأسد لا يقبل الشروط الإسرائيلية الجديدة. وعلى هذه الخلفية يستنتج أن الرسالة الإسرائيلية إنما تسعى لدفعه إلى مفاوضات على الشروط المسبقة للمفاوضات، وهو ما لا يرغب فيه. ويبدو أن الأسد، حتى في حال رده على الرسالة، سيشدد مجدداً على التزامه العملية التي بدأها والده، بما في ذلك رفض إضافة شروط جديدة.

·      ليس في وسع إسرائيل، من ناحيتها، أن تعلن أن الكرة موجودة الآن في الملعب السوري، لأن من الواضح لها أيضاً أن الشروط التي عرضتها تبدو شروطاً تهدف إلى إفشال المفاوضات مسبقاً.