· الخطوات الدبلوماسية التي أقدم عليها رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، تجاه سورية تبدو لي غريبة وغير مفهومة، بل حتى خطيرة. فهي لن تفضي إلى محادثات واتفاق، فضلاً عن أن من شأنها أن تفسر خطأ على أنها خديعة تمهّد لخطوة عسكرية إسرائيلية ضد السوريين.
· في موازاة هذه الخطوات لم تتوقف الأحاديث في القدس وتل أبيب عن الاستعدادات العسكرية وعن الحرب المتوقعة بين إسرائيل وسورية في الصيف المقبل.
· رئيس الحكومة مناحيم بيغن مهّد الأرضية لزيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس بواسطة الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية موشيه ديان. ولم يعرف أحد شيئاً عن هذه الاتصالات، بمن فيهم كاتب هذه السطور، الذي كان في ذلك الوقت رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان). ويبدو أن شيئاً ما تغيّر في إسرائيل خلال الأعوام الثلاثين التي أعقبت تلك الزيارة. والدرس الرئيسي الذي يتعين على الدبلوماسية الإسرائيلية استخلاصه هو أن مؤسستنا السياسية ليست قادرة على القيام بخطوات سرية.
· في مقابل هذا الواقع في إمكان إسرائيل أن تبني سياستها على ثلاث طرائق عمل: 1) إجراء مباحثات تحضيرية بواسطة مندوبين إسرائيليين "خصوصيين". ويفترض بهؤلاء المندوبين أن يستوضحوا، بشكل سري، جميع المشاكل ويمهدوا الأرض للمفاوضات الرسمية. 2) إجراء مفاوضات علنية على أرض محايدة والاستعانة بخدمات طرف ثالث. ومثل هذه المفاوضات سبق أن جرت مع الرئيس حافظ الأسد. 3) المبادرة إلى خطوة سياسية نحو دمشق لا يكون في إمكان الأسد التغاضي عنها.
الخطوات الدبلوماسية التي انتهجها رئيس الحكومة حتى الآن محكوم عليها بالفشل. فلا يجوز القيام بدبلوماسية سرية وتسريبها فوراً إلى المقربين. علاوة على ذلك يجب ألا نستغرب إذا فسرت دمشق المبادرة الدبلوماسية على أنها خدعة هدفها التستر على هجوم عسكري تعدّ إسرائيل العدة له.