من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· حتى لو أعلنّا عشرات المرات أن حركة حماس واقعة تحت الضغط وترغب في وقف إطلاق النار، فإن ذلك لا يمحو حقيقة أن إسرائيل هزمت عملياً في المعركة على سديروت. وينبغي للتصريحات المتكررة عن الحرب المحتملة مع سورية ألا تصرف الاهتمام عن الهزيمة في سديروت. ما حدث لإسرائيل في هذه المدينة لم يسبق أن حدث لها منذ حرب الاستقلال (1948). وما يحدث في سديروت هو عار قومي.
· إن الحكومة الإسرائيلية، خصوصاً الحالية، والحكومة السابقة أيضاً، منيت هنا بفشل ذريع. إنها لم تنجح في جعل سديروت المعرضة للقصف الصاروخي مشروعاً للدفاع الوطني. وهذا الأمر يعزز الاعتقاد بأن هذه الحكومة غير قادرة على أن تقود الأمة في مواجهة عسكرية كبيرة.
· هذه هزيمة للمؤسسة الأمنية أيضاً، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي. على مدار أعوام لم تجد هذه المؤسسة جواباً، ولو جزئياً، على مشكلة صواريخ القسّام.
· العدو الذي هزم سديروت هو منظمة "إرهابية" ضعيفة من الناحية العسكرية، لكنها مع ذلك نجحت في تحقيق ردع متبادل مع إسرائيل، كالذي نجح حزب الله في تحقيقه. وما يقرر في هذا الشأن هو النتيجة النهائية لا التفسيرات الإسرائيلية المختلفة. والنتيجة النهائية هي أن هناك ردعاً متبادلاً بين إسرائيل وقطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس. وهذا يعتبر فشلاً ذريعاً على مستوى الوعي الوطني، وهو في نظري أخطر من الفشل في حرب لبنان الثانية.
· علاوة على ذلك رسخت حقيقتان استراتيجيتان مهمتان لا يجوز التغاضي عنهما. الحقيقة الأولى هي أن العمق الاستراتيجي الإسرائيلي (لا الجغرافي فحسب) صار عديم الأهمية بسبب التغييرات في ساحة المعركة وطابع القتال. وإذا واجهت إسرائيل في الضفة الغربية ما تواجهه في قطاع غزة فسنعود إلى وضع مشابه للوضع الذي كان سائداً هنا في حرب 1948. لذا على إسرائيل أن تصر على عزل الضفة وأن ترفض خطة المنسق الأمني الأميركي الجنرال كيت دايتون، المسماة "اختبارات التنفيذ" التي قد تفضي إلى تسلل حماس إلى الضفة الغربية.
· الحقيقة الثانية هي الإلغاء شبه التام للقاعدة الاستراتيجية التي أرساها دافيد بن غوريون، وبموجبها يجب على إسرائيل، فور اندلاع مواجهة عسكرية، أن تنقل القتال، على وجه السرعة، إلى أرض العدو. ما يحدث الآن هو أن العدو ينقل القتال إلى أراضي إسرائيل فوراً.