أولمرت يعلن في رسالة للأسد استعداده لإعادة الجولان وينتظر رده على فك تحالفه مع إيران
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أبلغ رئيس الحكومة إيهود أولمرت إلى الرئيس السوري، في رسائل سرية بعثها إليه، أنه يعرف ما هو ثمن السلام مع سورية، وأنه مستعد لدفعه. وعرض أولمرت على السوريين إعادة الجولان في مقابل سلام كامل مع إسرائيل وفض التحالف مع إيران والمنظمات "الإرهابية". وقال مصدر سياسي رفيع المستوى لصحيفة "يديعوت أحرونوت" مساء أمس إن (الرئيس) بشار الأسد لم يرد بعد على الطلب الذي توجه به أولمرت إليه.

وكان أولمرت قد تحدث هاتفياً مع الرئيس جورج بوش في ذكرى تأسيس إسرائيل. وأعلن ديوان رئيس الحكومة أن الرئيس بوش اتصل بأولمرت ليهنئه بتلك المناسبة، ويتبين الآن أن المحادثة تناولت مواضيع مصيرية. وأبلغ أولمرت إلى الرئيس بوش أنه قرر أن يختبر إمكان تجديد مفاوضات السلام مع سورية، بعد أن توصل إلى استنتاج معيّن بشأن نفاد احتمالات تحقيق اختراق سياسي مع الفلسطينيين. وأعطى الرئيس الأميركي لأولمرت "ضوءاً أخضر" لاستكشاف الخيار السوري، وقال له: "إسرائيل دولة ذات سيادة، ولن تقف أميركا في طريقكم إذا نضجت الظروف لتجديد المفاوضات مع سورية".

في أثر هذه المحادثة بدأت الرسائل تُنقل من القدس إلى الرئيس السوري، عبر وسطاء ألمان وأتراك. وأبلغ أولمرت إلى الرئيس الأسد أنه "يعلم أن اتفاق السلام مع سورية يقتضي إعادة هضبة الجولان إلى السيادة السورية". وأعرب أولمرت عن استعداده لتنفيذ الجزء المتعلق به من الصفقة، في سبيل السلام بين البلدين، وطلب "أن يعرف فيما إذا سورية مستعدة، لقاء انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان، لتنفيذ الجزء المتعلق بها، أي تفكيك تحالفاتها تدريجاً مع إيران وحزب الله والمنظمات ’الإرهابية‘ الفلسطينية ووقف تمويل الإرهاب وتشجيعه".

ومنذ ذلك الوقت انتظرت القدس رداً من سورية، غير أن الرد، على الأرجح، لم يصل، ما خلا تصريحات عمومية بشأن الاستعداد السوري للمفاوضات. وخلال الأسبوع الجاري أوضح رئيس الحكومة، في جلسة عقدها المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، أنه لا يرفض الحوار مع الرئيس الأسد. وفي المقابل، طلب من الوزراء "وقف الثرثرة" في الموضوع السوري.

وقد استنتج أولمرت مؤخراً أن عليه، من أجل مواصلة البقاء في رئاسة الحكومة، أن يضع هدفاً سياسياً قابلاً للتحقيق نصب عينيه. ويعتقد مستشارو رئيس الحكومة أن لديه القوة السياسية المطلوبة لتطبيق ما حاول ثلاثة رؤساء حكومة قبله (يتسحاق رابين وشمعون بيرس وبنيامين نتنياهو) تطبيقه ولم ينجحوا، وهو التوصل إلى سلام مع سورية. 

ومن المتوقع أن يلتقي أولمرت بعد أسبوع ونصف الأسبوع الرئيس بوش في البيت الأبيض وأن يتحدث معه عن محاولات إحياء المفاوضات مع سورية. وقال أحد المقربين من أولمرت "إن الموضوع الفلسطيني أصبح في عداد الأموات، ولذا فإن رئيس الحكومة سيبذل قصارى جهده في سبيل الوصول إلى محادثات مع الأسد".