خمس مشكلات تواجه حركة الاحتجاج المطلبي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • يشكل المحتجون في خيم الاعتصام أملاً جديداً لدولة إسرائيل، وكذلك للجيل الأكبر سناً الذي بات يائساً من قدرته على تغيير جدول أعمال الدولة. لكن كي تتوجه تظاهرة الربع مليون التي قام بها المحتجون نحو مرحلة جدية يجب مواجهة خمس مشكلات صعبة:
     
  • المشكلة الأولى: مشكلة عدم وجود قيادة للتحرك، وهذه نقطة حساسة لأن مثل هذا التحرك لديه حساسية إزاء الزعامات والأجهزة والمؤسسات، إلاّ إنه من الصعب من دون وجود قيادة التوصل إلى اتفاقات والدخول في مفاوضات. ومن هنا، فإنني أقترح اختيار ممثلين دائمين وآخرين يجري استبدالهم شهرياً، وأن يُطلب منهم أن يقدّموا تقريراً إلى جمعية عامة كل يومين أو ثلاثة أيام.
     
  • المشكلة الثانية: هل سيقبل المحتجون بما سيقدمه بنيامين نتنياهو فيوقفون احتجاجهم، أم سيستمرون فيه من أجل تحقيق إنجازات أكبر كثيراً؟
     
  • المشكلة الثالثة: المستوطنون. فالمحتجون لا يستطيعون الكلام علناً على مصدر المال الذي سيلبي مطالبهم المحقة، إذ من المعروف أن هذا المال يمكن أن يأتي من ثلاثة مصادر هي: المستوطنون؛ الحريديم [المتدينون المتشددون]؛ ميزانية وزارة الدفاع الضخمة. ويتخوف المعتصمون من المجاهرة في قول ذلك كي لا يُتهموا بأنهم "يساريون"، لكنهم سيضطرون لاحقاً إلى التحدث عن هذه الأمور بوضوح.
     
  • المشكلة الرابعة: الافتقار إلى النظرة الشاملة. فالمطالب حتى الآن لا تزال تُطرح بصورة منفصلة، والمطلوب اليوم من المحتجين وضع هذه التفصيلات كلها ضمن إطار نظرة شاملة، وعليهم أن يقدموا لأنفسهم وللجمهور صورة عن الدولة التي يرغبون فيها، ويجب أن تشمل هذه الصورة المشكلات السياسية التي تعانيها الدولة.
     
  • المشكلة الخامسة: ولادة قوة سياسية جديدة. إذ من الواضح أن ضغط القاعدة الشعبية يمكنه تحقيق منجزات كثيرة، لكن التغيير الحقيقي لا يتحقق إلا على المستوى السياسي فقط. ومن الصعب إقناع أعضاء الكنيست بإصدار قوانين تتعارض مع وجهات نظرهم، ومن هنا فإن المطلوب ببساطة هو تغيير أعضاء الكنيست.
     
  • وقبل أن يحين موعد الانتخابات المقبلة، فإن على المحتجين أن يقرروا ما إذا كانوا سيخوضون هذه الانتخابات، وما إذا كانوا سيشكلون قوة كبيرة جديدة من شأنها أن تغير الخريطة الحزبية من أساسها.
     
  • عندما بدأ المحتجون بتحركهم لم يتخيلوا أنهم سيصلون إلى ما وصلوا إليه. إنهم اليوم يحملون على أكتافهم الشابة وغير المجربة مسؤولية تاريخية، كما أنهم قادرون على تغيير إسرائيل من أساسها.