· أمام الحكومة الحالية ثلاثة مسارات تفاوض تتطلب بحثاً وحسماً. المسار الأول هو المفاوضات مع سورية. وتعتقد مصادر في الجيش الإسرائيلي وخارجه أنه مسار إلزامي. وإذا تغاضت الحكومة عنه فمن شأنها أن تجد نفسها تخوض حرباً مع سورية خلال الصيف المقبل.
· رئيس الحكومة إيهود أولمرت متردد. إنه يخاف أن يكون هذا الأمر مجرّد مناورة يرغب الرئيس السوري، بشار الأسد، من ورائها في أن يتحرر من تبعات مقتل رفيق الحريري.
· المسار الممكن الثاني هو المفاوضات مع محمود عباس (أبو مازن) بشأن حل دائم. وكوندوليزا رايس تؤيد ذلك. ولم يسبق أن كان زعماء الطرفين قريبين في مواقفهم مثلما هم الآن. فلماذا لا يتم تجريب الأمر؟ في وسع أبو مازن أن يعد بالسلام، لكن المشكلة أنه ليس في وسعه أن يفي بوعده. الاحتمال شبه الوحيد لإنقاذ حركة فتح الآن هو إقامة كونفدرالية أردنية ـ فلسطينية تحكم الضفة الغربية بحراب الجيش الأردني.
· المسار الممكن الثالث هو تفاهم مع حركة حماس حول تهدئة لفترة تتراوح بين 10- 20 عاماً. هنا أيضاً توجد مخاطر كبرى، أهمها أن تستغل حماس التهدئة للسيطرة على الضفة الغربية ولتعزيز ترسانة أسلحتها.
· إن كل مسار من هذه المسارات الثلاثة يقترن بمخاطر كبرى. لكن الامتناع عن اتخاذ قرار بشأنها ليس أقل خطراً. إن الذي لا يقرر يدع الحسم في يد الآخرين.