من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· مثل هذا اليوم قبل أربعين عاماً كان اليوم الأخير الذي تمتع فيه مواطنو إسرائيل بكونهم شعباً حراً في بلاده. التهديد الوجودي الذي خيّم على إسرائيل في 4 حزيران/ يونيو 1967 جعلنا ننسى حقيقة أننا كنا نعيش هنا بصورة مختلفة. وقد ساهم في ذلك أيضاً أربعة عقود من الضم الزاحف والمواجهة العنيفة المقترنة به منذ 20 عاماً. وهكذا فإن الانتصار في ساحة المعركة الذي كان من المفروض أن يمنحنا حياة أفضل وأكثر أمناً، يكدّر عيشنا وعيش آخرين غيرنا.
· الحاجة إلى فرض السيطرة الإسرائيلية على السكان القاطنين في المناطق (المحتلة) اضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى أن تنقل إلى هناك جهاز حكم عسكري كان ألغي للتو في إسرائيل. ولم يكن البروفيسور يشعياهو لايبوفيتش (مفكر إسرائيلي) بحاجة إلى أربعين عاماً لكي يفهم أن هذا الأمر سيحوّل دولة إسرائيل إلى ما أسماه "دولة شين بيت" (جهاز الأمن العام) وسيحوّل الجيش الإسرائيلي إلى "جيش احتلال".
· ثمة من يقول إن المناطق الفلسطينية المحتلة وسعت الهوامش الأمنية الضيقة لإسرائيل "الصغيرة". وقلائل يذكرون أنه في أواسط الستينيات، قبل الحرب بأشهر معدودة، اعتقدت الحكومة أن الوضع الأمني يسمح بتقصير مدة الخدمة العسكرية الإلزامية للرجال من عامين ونصف العام إلى 26 شهراً. بينما التحديات الأمنية الناجمة عن الاحتلال اضطرت الحكومة إلى تمديد هذه الخدمة إلى ثلاثة أعوام.
صحيح أنه كانت هناك أوقات لم نجد فيها من نفاوضه في الطرف الآخر حتى على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967. لكن الآن، في الوقت الذي تعلن فيه الدول الأعضاء الـ 22 في الجامعة العربية أن هذه الحدود هي أساس السلام، فإن إسرائيل هي التي تفوّت على نفسها فرصة جعل ذلك الانتصار العسكري الإنجاز الأكبر منذ إقامتها.