· إن الجملة الأساسية في خطاب رئيس الحكومة في الكونغرس الأميركي هي تلك التي أوضح فيها أن سبب فشل كل محاولات التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين هو رفض الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدول يهودية، وبحق الشعب اليهودي في العيش على أرض أجداده في وطنه القومي دولة إسرائيل.
· سيواصل الفلسطينيون تأييدهم حل "الدولتين" لا حل "الدولتين لشعبين". ففي رأي محمود عباس لا يحق لليهود دولة، ويرفض وجود صلة بين اليهودية كديانة وبين أرض إسرائيل، على الرغم من اعترافه بأنه في الماضي البعيد كان هناك وجود لأبناء الديانة اليهودية في أرض إسرائيل، وهذا أمر يرد ذكره في القرآن. لكن أبو مازن يعتبر اليهودية ديانة وليست قومية.
· منذ توقيع اتفاقات أوسلو يستخدم الفلسطينيون مجموعة من التعابير اللفظية من أجل رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، كما أنهم لم يتخلوا قط عن حق عودة اللاجئين. ويمثل هذا التوجه وجهة النظر الأساسية التي يجري عرضها أمام الفلسطينيين عامة وأمام الجيل الشاب خاصة عبر وسائل الإعلام، والكتب المدرسية، وفي الوثائق الأساسية للتنظيمات السياسية، ومن خلال الشبكات الدينية، ومواقع الإنترنت، ووسائل الاتصال الاجتماعي.
· إن جوهر النزاع مع الفلسطينيين هو على الوجود وليس على الأرض، مثلما أثبتته أحداث ذكرى يوم النكبة [تظاهرات اللاجئين الفلسطينيين على الحدود مع إسرائيل في لبنان وسورية وغزة والقطاع]، ومثلما أوضحه رئيس الحكومة في خطابه. فالاحتلال الإسرائيلي في رأي الفلسطينيين بدأ في سنة 1948 وليس في سنة 1967.
· إن الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي هو شرط أساسي لإحلال السلام القابل للعيش حتى لو لم يكن شرطاً للبدء بالمفاوضات. كما أن اقتناع الجمهور الفلسطيني بهذا الاعتراف هو شرط لتطبيق اتفاق السلام، وهذا أمر يتطلب وقتاً طويلاً.
· تدل تجربة الماضي أن كل أرض تنازلنا عنها من أجل السلام حصلنا في مقابلها على الإرهاب والصواريخ بدلاً من السلام، ومن دواعي سروري أن مزيداً من الإسرائيليين باتوا يدركون هذه الحقيقة. وكلما استطاعت إسرائيل توحيد صفوفها حول هذا الموضوع في مواجهة الفلسطينيين والمجتمع الدولي، كلما ازدادت حظوظنا في حمل الفلسطينيين والعالم على التعامل بشكل مختلف مع هذا الموضوع، الأمر الذي قد يؤدي إلى التوصل إلى سلام دائم يلبي التطلعات الوطنية للشعبين.