الانسحاب إلى حدود 1967 ينطوي على مجازفة أمنية خطرة للغاية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       في الخطابين اللذين ألقاهما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأسبوع الفائت [في الكنيست والكونغرس الأميركي] تكرر ادعاء فحواه أنه لا يمكن الانسحاب إلى حدود 1967 لأنها حدود غير قابلة للدفاع عنها. فهل هي كذلك فعلاً؟ وما هي الحدود القابلة للدفاع عنها؟ وما هو المقصود أصلاً بالدفاع الذي يجري التكلم عليه؟

·       لقد عمل رؤساء الحكومات الإسرائيلية منذ يتسحاق رابين وحتى بنيامين نتنياهو على رسم خرائط وتحديد خطوط حدودية تعكس المصالح الأمنية الحيوية لدولة إسرائيل، لذا حان الوقت كي نطرح السؤال: ما هي المخاطر التي علينا أن ندافع عن أنفسنا إزاءها؟

·       في سنة 2000 عندما بدأت المفاوضات [بين إسرائيل والفلسطينيين] بالوصول إلى طريق مسدودة، كان الكثيرون من المسؤولين في إسرائيل يعتقدون أن الخطر الأكبر الذي يتهدّد الدولة كامن في "الإرهاب" المتمثل في تسلل "إرهابيين" انتحاريين إلى تخومها، وبناء على ذلك لا بد من وضع عراقيل بيننا وبين الفلسطينيين لمنع عمليات تسلل كهذه.

·       أمّا الآن فإن هذا الخطر أصبح أكثر تعقيداً، وهو يشمل فيما يشمل صواريخ متعددة المدى، وصواريخ متطورة مضادة للدبابات، وأخرى مضادة للطائرات، والقاسم المشترك لهذه الأسلحة كلها هو أن أي جهاز مراقبة دولية لا يمكنه أن يمنع العدو من التزوّد بها. ولمواجهة هذه الأسلحة في قطاع غزة مثلاً من المهم العمل على إبعادها قدر الإمكان عن المدن والبلدات الإسرائيلية، ولا يقل أهمية عن ذلك أن نفهم أنه يمكن أيضاً التوصل إلى اتفاق في شأنها مع الفلسطينيين، لكن في حال اندلاع حرب فإن الاحتمال الأكبر هو أن نخوضها ضدهم وضد كل من سورية وحزب الله، وستكون قدرتنا على إدارة حرب في الشمال مرهونة بقدرتنا على تحريك قوات برية إلى المناطق الشمالية عبر وسط البلد، وسيكون من الصعب تحريكها في الوقت الذي سيكون وسط إسرائيل كله عرضة لإطلاق الصواريخ من الجنوب.

·       إن هذه الحقيقة وحدها تثبت أن الانسحاب إلى حدود 1967، حتى مع تبادل أراض متفق عليها، ينطوي على مجازفة أمنية كبيرة وخطرة للغاية، هذا من دون أن نتطرق إلى مشكلات أمنية أخرى كثيرة على غرار تلك الموجودة في منطقة غور الأردن، ومشكلة السيطرة على المجال الجوي، وضرورة إقامة محطات إنذار إسرائيلية في أراضي الدولة الفلسطينية وغيرها.