نتنياهو: لا يمكن منع الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه لا يمكن منع الاعتراف العالمي بدولة فلسطينية [تُقام في حدود 1967] الذي من المتوقع أن تصادق عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل، مؤكداً أنه في ظل توازن القوى القائم في هذه الهيئة الدولية يمكن أيضاً "اتخاذ قرار ينص على أن الكرة الأرضية مسطحة".

وأضاف نتنياهو الذي كان يتحدث في اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أمس (الاثنين) أن الجمعية العامة لا يمكنها قبول الدولة الفلسطينية العتيدة عضواً دائماً في الأمم المتحدة من دون توصية مجلس الأمن الدولي، لذا فإن خطوة كهذه سيكون محكوماً عليها بالفشل، لكن "ليس لدينا أي إمكان لمنع قرار في الجمعية العامة في هذا الشأن، ونتوقع أن تكون دول قليلة فقط في صفنا".

وقال نتنياهو أنه يتوقع ألاّ يطبق [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، مشدداً على أن "إسرائيل مستعدة للتقدم إلى الأمام في العملية السياسية مع الفلسطينيين، لكن فقط بصورة مسؤولة، وإلاّ فإنها ستتدهور نحو الهاوية".

وأضاف "علينا أن نتوقف عن جلد أنفسنا، ولا يمكن التهرب من حقيقة أن عباس غير مستعد للاعتراف بدولة يهودية، وهذا هو أساس النزاع".

وأعرب نتنياهو عن قلقه من فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، مؤكداً أن هذه الخطوة تنم عن "توجه مقلق، فاليوم يتم فتح هذا المعبر أمام المسافرين، وغداً ربما يتم نقل بضائع وأشياء أخرى عبره".

من ناحية أخرى قال نتنياهو إن هدف زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأسبوع الفائت كان طرح الأفكار السياسية التي تحظى بإجماع واسع في إسرائيل، معرباً عن قلقه إزاء الأحداث الأخيرة في العالم العربي، وخصوصاً في مصر التي رأى أنها لا تفرض سيادتها الإقليمية على سيناء.

وأوضح أن هذه الأفكار هي بمثابة أركان وحدة معظم الأحزاب والرأي العام في إسرائيل، وتتمثل في الأساس فيما يلي: أولاً، موضوع الدولة اليهودية والاعتراف بدولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي؛ ثانياً، المرابطة العسكرية الإسرائيلية على طول نهر الأردن؛ ثالثاً، ألاّ يتم حل قضية اللاجئين الفلسطينيين في تخوم دولة إسرائيل؛ رابعًا، موضوع المصالحة الفلسطينية بين حركتي "حماس" و"فتح" في ضوء عدم التزام الحركة الأولى بشروط الرباعية الدولية.

وتطرّق رئيس الحكومة إلى الخطاب الذي ألقاه في الكونغرس الأميركي يوم الثلاثاء الفائت قائلاً إنه "لا بد من التحدث بمسؤولية وتوحيد الجمهور في إسرائيل في مقابل الواقع المتغير، وهذا كان صحيحاً قبل سفري إلى الولايات المتحدة وهو صحيح أكثر بعد ما قلته في الخطاب".

وبشأن المحادثات التي أجراها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما قال نتنياهو إنها "كانت محادثات جادة ومحترمة، وقلت خلالها للرئيس إننا لا نستطيع الموافقة على حدود تستند إلى خطوط 1967 التي تحدث عنها في خطابه في مقر وزارة الخارجية الأميركية، لذا فإنه قال في خطابه الثاني في مؤتمر المنظمات اليهودية الأميركية المؤيدة لإسرائيل (إيباك) إن الحدود لن تستند إلى خطوط 1967"، موضحاً أن "الصيغة النهائية لخطاب أوباما [في مؤتمر إيباك] وُضعت قبل أن يلقي الخطاب بيوم واحد، وثمة تأييد واسع لإسرائيل في صفوف الشعب الأميركي".

كما تطرّق نتنياهو إلى الثورات في الدول العربية قائلاً إن "العالم العربي كله يشهد هزة هائلة، ويجب التصرف بحكمة ومسؤولية، وأنا لا أعرف ما الذي سيحدث في هذه الدول، ومع أننا نرحب بالتوجهات الديمقراطية إلاّ إننا لا نعرف متى ستتحقق الديمقراطية وما إذا كانن ستتحقق فعلاً". وأعرب عن قلقه إزاء ما يحدث في مصر، مؤكداً أنها "تواجه صعوبات كبيرة في فرض سيادتها على سيناء، وقد رأينا ذلك في التفجيرين اللذين وقعا هناك [وألحقا أضراراً بأنابيب نقل الغاز الطبيعي]، وما يحدث في سيناء هو أن المنظمات الإرهابية العالمية تتحرك بحرية هناك، وهذا الوضع يتفاقم بسبب العلاقة بين سيناء وغزة".

وأضاف أن "قوة ‹حماس› في مصر آخذة في الازدياد، وقد نقلت نشاطها الأساسي إلى هناك وأصبح نشاطها في سورية أقل نتيجة الأحداث الأخيرة فيها، كما أن الإخوان المسلمين هم عامل مهم في مصر".

من جانبه، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن عضو الكنيست شاؤول موفاز [كاديما] أنه سيعارض مبدئياً أي حل يتم فرضه على إسرائيل لأنه ينتهك سيادتها، لكن دفع المفاوضات [مع الفلسطينيين] قدماً ينطوي قبل أي شيء على مصلحة إسرائيلية.

وطلب موفاز من رئيس الحكومة في بداية اجتماع هذه اللجنة البرلمانية طرح خطته السياسية مع اقتراب أيلول/ سبتمبر، وعرض الخطوات التي سيقوم بتنفيذها في الحلبتين السياسية والأمنية.