· وصف السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن البروفسور إيتمار رابينوفيتس خطاب أوباما بأنه "رسالة معقدة موجهة إلى نتنياهو". ومما لا شك فيه أن بعض المسائل الأساسية التي تطرق إليها الرئيس الأميركي أعجبت رئيس الحكومة، مثل تحفظه عنالمقال الذي نشره محمود عباس في صحيفة "نيويورك تايمز"، ورفضه الطريقة الأحادية الجانب في الطلب من الأمم التحدة الاعتراف بقيام دولة فلسطين. كذلك تطرق أوباما في خطابه إلى عدد من الأمور المريحة بالنسبة إلى إسرائيل، مثل عملية تبادل الأراضي، وألاّ يكون هناك انسحاب شامل إلى حدود 1967، وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وضرورة أن توضح الزعامة الفلسطينية في رام الله اتفاقها مع "حماس".
· إلاّ إن ثمة نقاط في الموقف الأميركي من شأنها أن تسبب مشكلة لنتنياهو الذي من المفترض أن يلتقي أوباما اليوم، إذ ترفض واشنطن الحملة الإسرائيلية الرامية إلى وقف مناقشة خط الحدود قبل تحقيق بعض الشروط الأساسية، فما يريده الرئيس الأميركي قبل كل شيء هو مناقشة مبدأ المناطق في مقابل السلام وتأجيل التوضيحات بشأن وضع مدينة القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين إلى المراحل الأخيرة من النقاش بين الطرفين، الأمر الذي قد يشكل مصدراً محتملاً للاحتكاك بين القدس وواشنطن.
· يبدو أن رئاسة الحكومة الإسرائيلية كانت تنتظر خطاباً مريحاً أكثر من جانب أوباما. وعلى الرغم من ذلك فقد كان ممكناً أن يقبل نتنياهو بمسار التفاوض الذي اقترحه الرئيس الأميركي، والذي لا يتعارض مع مصلحة إسرائيل، إلاّ إن لقاءه أول أمس أعضاء كتلة الليكود جعله يذهب إلى الولايات المتحدة من دون أن يكون مخولاً إجراء مفاوضات وفق المبادىء الأساسية التي اقترحها أوباما.
· لقد تقلصت، في الواقع، الفجوة بين مواقف الطرفين الإسرائيلي والأميركي تجاه مسألة الجغرافيا، فتحدث نتنياهو عن كتل المستوطنات في حين تحدث أوباما عن حدود 1967 مع تبادل أراضي، إلاّ إن المشكلة تكمن في عدم قبول قسم كبير من الإئتلاف الحكومي بصيغة "كتل المستوطنات" التي استخدمها رئيس الحكومة.
· هل سيخرج نتنياهو سالماً من البيت الأبيض؟ من الممكن أن تكون نتيجة اللقاء إيجابية، لكن هذا لا يعني أن اللقاء مع أوباما سيثمر تعاوناً إسرائيلياً - أميركياً وطيداً في مجال المفاوضات السياسية.