المواقف الإسرائيلية من الخطر النووي الإيراني
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       خلال الشهر الماضي، وبفارق أيام معدودة، تطرق كل من إيهود باراك ومئير داغان إلى قضية السلاح النووي الإيراني والموقف الإسرائيلي من هذا الخطر. وقد أدلى المسؤولان [الحالي والسابق] بكلام مهم جداً موجه بصورة خاصة إلى الجمهور الإسرائيلي. فلدى سؤال باراك عما إذا كان يظن أن الإيرانيين سيلقون قنبلتهم النووية على إسرائيل، أجاب بصورة قاطعة "لن يلقوها علينا ولا على أي دولة من الدول المجاورة الأخرى." كذلك أجاب داغان عن سؤال عما إذا كان يتعيّن على سلاح الجو الإسرائيلي مهاجمة المنشآت النووية في إيران، بأن "هذا سيكون عملاً غبياً."

·       يبدو أن المقصود بكلام الرجلين ليس التخفيف من خطورة السلاح النووي الإيراني، ولا القول إنه يجب عدم بذل كل الجهود لإيقاف إيران ومنعها من إنتاج القنبلة، وإنما التعامل مع هذا الخطر بطريقة مختلفة. لقد توجه الرجلان بكلامهما إلى الجمهور الإسرائيلي، فأراد باراك إزالة الذعر من إمكان حدوث هجوم نووي إيراني مباشر، كما أراد داغان أن يوضح أن ليس هناك خيار عسكري يمكن أن يقدم حلاً حقيقياً للمشكلة.

·       لم يقل باراك إن إيران النووية ليست خطرة. وفي رأيي، هو أراد أن يشدد على أن الخطر لا يكمن في الهجوم المباشر على إسرائيل، فمن غير المعقول أن تخاطر إيران بشن هجوم نووي مباشر يعرضها لهجوم مضاد مشابه، لكن في إمكان إيران أن تتصرف بصورة خطرة جداً في المنطقة مستندة إلى صورتها النووية التي من شأنها أن تحصنها في وجه خطوات هجومية قد تنفذها ضدها دول أخرى رداً على أعمالها، كما سيحول هذا دون تصدي دول أخرى للمحاولات الإيرانية الرامية إلى توسيع نفوذها الإقليمي.

·       لا يمكننا أيضاً أن نفهم من كلام داغان أن لا مجال لوقف تقدم إيران في اتجاه الحصول على السلاح النووي. لقد استبعد داغان خيار الهجوم العسكري الإسرائيلي، لكنه أشار إلى خطوات أخرى يمكن القيام بها لوقف مشروع إيران النووي.

·       خلال الأعوام الماضية، ولا سيما خلال ولاية إيهود أولمرت، بذلت إسرائيل جهوداً كبيرة من أجل تحويل قضية السلاح النووي الإيراني إلى مشكلة إسرائيلية، لكن نتنياهو تبنى وجهة نظر مختلفة بشأن الموضوع، فهو وسّع من نطاق الخطاب الذي كان مركزاً على إسرائيل إلى حد مقارنة الخطر النووي الإيراني بالمحرقة النازية. وضمن هذا الإطار يمكن فهم محاولات باراك وداغان التقليل من حدة هذا الخطر والوقوف ضد كلام نتنياهو، وربما أيضاً لاعتقادهما أن نتنياهو بات على وشك اتخاذ قرار بمهاجمة إيران.

·       إلاّ إنه علينا ألاّ ننسى أن الكلام الذي يقال داخل إسرائيل يصل إلى أماكن بعيدة ويخرج عن سياقه ويصبح أكثر إشكالية.