نتنياهو يستعد للمواجهة مع الفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       ثمة خلاصة واضحة برزت في الخطاب السياسي الذي ألقاه رئيس الحكومة أول أمس،(1) وهي أن نتنياهو بدأ يستعد للمواجهة مع الفلسطينيين، وقد أراد عشية مغادرته إلى واشنطن تعبئة الرأي العام إلى جانبه وتحقيق الوحدة الداخلية. أمّا الهدف من زيارته لواشنطن فهو الحفاظ على التأييد الأميركي لإسرائيل قبيل نشوب الانتفاضة الثالثة.

·       إن تنبؤات نتنياهو بشأن الوضع هي تنبؤات متشائمة، ففي رأيه يشهد الشرق الأوسط اضطرابات عاصفة وحالة من عدم الاستقرار، وتسعى إيران وحلفاؤها، حزب الله و"حماس"، للقضاء على إسرائيل وعلى الشعب اليهودي، وليس هناك

شريك فلسطيني لإسرائيل في المفاوضات بشأن التسوية السلمية، ولن يكون هناك مثل هذا الشريك في الأعوام المقبلة.

·       وتحدث نتنياهو في الجزء الأساسي من خطابه عن المتظاهرة الفلسطينية من بلدة بلعين التي حملت مفتاحاً كبيراً في يوم النكبة، فقال "كل فلسطيني يعرف أن هذا المفتاح ليس مفتاح بيت في بلعين أو في نابلس أو في رام الله، وإنما هو مفتاح بيوتنا في يافا وعكا وحيفا والرملة، والرسالة واضحة: إسرائيل تدافع عن بقائها، والفلسطينيون يريدون طردنا وإقامة فلسطين على دمار إسرائيل، وعلينا اليوم أن نتوحد للتصدي لهم."

·       في ذكرى النكبة هذا الأسبوع وجه الفلسطينيون ضربة إلى إسرائيل، فبدلاً من التظاهرات العنيفة في المناطق، خرج اللاجئون من المخيمات في سورية ولبنان وغزة إلى السياج الحدودي في الشمال والجنوب، وأرادوا إيصال رسالة إلى الرأي العام الغربي أنهم متظاهرون عزّل جاؤوا للمطالبة بحقهم في العودة من دون إرهاب ومن دون انتحاريين، هم فقط يحتجون بطريقة سلمية ضد القمع والإذلال مثلما فعل المحتجون في ميدان التحرير.

·       لقد أعلن نتنياهو أول أمس أن حكومة مصالحة فلسطينية تضم عباس و"حماس" لا يمكن أن تكون شريكاً في عملية السلام، وهو بذلك قضى على حظوظ المفاوضات. وكي لا يُتهم بالتشدد، أدخل نتنياهو إلى خطابه إشارتين تحملان مرونة للمستقبل، إذ حصر مطالبته بالوجود العسكري الإسرائيلي على حدود فلسطين الخارجية بـ "نهر الأردن" بدلاً من "وادي الأردن"، وذلك بناءً على نصيحة وزير الدفاع إيهود باراك. كذلك أصر على الاحتفاظ بكتل المستوطنات فقط، ملمحاً إلى أن ما يقع خارج هذه الكتل يكون خاضعاً للمقايضة. وهذا ليس موقفاً جديداً لنتنياهو، فهو سبق أن فكر في إدراجه في الخطاب الذي ألقاه في جامعة بار - إيلان قبل عامين ثم عدل عن ذلك لاعتقاده أن مثل هذا الأمر سابق لأوانه.

·       قد يلقى كلام نتنياهو استحسان الأشخاص الذي يحبون التفصيلات، لكن عملياً فإن كلامه لا معنى له، إذ كان مطلوباً منه أن يقدم شيئاً في مقابل التعهدات الأميركية بأن الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تنشأ إلاّ من خلال المفاوضات وليس عبر الخطوات الأحادية الجانب. إن ما قدمه نتنياهو ضئيل للغاية، وغداً سيحصل على مقابل له من الرئيس باراك أوباما، كذلك سيكون من الأسهل على الجمهور الإسرائيلي دعم الحكومة في حال اقتنع بأنها مستعدة "للتنازل عن أجزاء من الوطن" في مقابل السلام.

·       قد تكون"انتفاضة الحدود" التي شهدناها يوم الأحد الماضي هي العلامة الأولى للمواجهة المقبلة مع الفلسطينيين التي يريد نتنياهو الاستعداد لها بعد أن يضمن وقوف الجمهورالإسرائيلي والأميركيين إلى جانبه.

(1)  [راجع مقتطفات الخطاب في نشرة يوم أمس 17/5/2011] (المحررة).