· أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل يوم الجمعة الفائت استقالته من منصبه بحجة أن ولايته كانت لفترة عامين وأنها انتهت، لكن ما يمكن افتراضه هو أن هذه الاستقالة مرتبطة بأسباب أخرى. فلو كان ميتشل يعتقد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ينوي أن يطلق قريباً مبادرة سياسية جديدة لكان أجّل استقالته شهراً أو حتى عاماً، لكن يبدو أنه أدرك أنه يضيّع وقته عبثاً بسبب أنه لا توجد في الأفق المنظور إشارات إلى اتفاق ولا حتى إلى مفاوضات.
· في الوقت نفسه فإن الخطاب السياسي الذي من المتوقع أن يلقيه الرئيس أوباما لن ينطوي على أي شيء جديد في شأن قضايا الشرق الأوسط. وقال موظفون في البيت الأبيض رفضوا الكشف عن هوياتهم لمراسل موقع "بوليتيكو" الإخباري بن سميث أمس (السبت) أن خطاب أوباما لن يتضمن أي وصفة لاستئناف الجهود الرامية إلى إحراز اتفاق سلام في الشرق الأوسط.
· في غضون الأسبوعين المقبلين من المتوقع أن يلتقي أوباما كلا من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وفي يوم الخميس المقبل سيلقي أوباما خطابه بشأن الشرق الأوسط. وبطبيعة الحال لا يمكن تخمين ما الذي سيتضمنه هذا الخطاب، مع ذلك يمكن تخمين أن أوباما سيقول ما يجب قوله بشأن الصراع [الإسرائيلي - الفلسطيني] وتعقيداته وصعوباته وحاجة الشعبين إلى إيجاد حل له، إنما من ناحية الممارسات الميدانية الفعلية فإن من الأفضل له أن يركز على أمور أكثر أهمية وجوهرية مثل الانسحاب من العراق وأفغانستان والاهتمام باستقرار السلطة في كل منهما، والاهتمام كذلك بكل ما يحدث في كل من إيران ومصر، وفي هذه الملفات كلها فإن نتنياهو و[رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس هما مجرد لاعبين ثانويين.