مصادر عسكرية إسرائيلية: إيران وراء أحداث "يوم النكبة"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قالت مصادر رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "معاريف" أمس (الأحد) إن إيران هي التي وقفت وراء الأحداث العنيفة التي شهدها يوم إحياء ذكرى النكبة، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في منطقتي الحدود مع سورية ولبنان، وكذلك في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وقطاع غزة [برصاص قوات الجيش الإسرائيلي]، مؤكدة أنه كانت هناك محاولة منظمة للتعرّض لدولة إسرائيل باشتراك كل من حركة "حماس" وحزب الله وإيران.

وأشار أحد هذه المصادر إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي تقول ذلك بناء على معلومات موثوق فيها وصلت إليها، لا بناء على مجرّد تقديرات.

وأضافت المصادر العسكرية نفسها أن من الجائز جداً ألا تكون أحداث "يوم النكبة" قد انتهت، لافتة إلى أن أكثر ما ميّز هذه الأحداث هو أنها جرت على عدة جبهات، هي غزة والضفة الغربية والقدس ومصر والأردن ولبنان وسورية وفي صفوف عرب إسرائيل.

ووفقاً لتقديرات كبار الضباط فإنه على الرغم من سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين فإن احتمال استمرار أحداث "يوم النكبة" ما زال وارداً بقوة، وذلك ليس فقط في أيلول/ سبتمبر المقبل بالتزامن مع إعلان إقامة دولة فلسطينية، وإنما أيضاً في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وعلمت صحيفة "معاريف" أن مسؤولين كباراً في الولايات المتحدة وأوروبا مرروا أمس (الأحد) رسائل إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو طالبته بأن يتحلى بضبط النفس إزاء المتسللين من منطقة الحدود السورية - الإسرائيلية في هضبة الجولان. ورداً على هذه الرسائل أكد نتنياهو، في بيان مقتضب أدلى به أمام مندوبي وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه أصدر تعليمات إلى الجيش الإسرائيلي تقضي بالتزام أقصى حدّ من ضبط النفس، لكن من خلال منع أي محاولة لاختراق الحدود الإسرائيلية، مؤكداً أن إسرائيل مصممة على حماية حدودها وسيادتها.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من ناحيته أنه كانت هناك لحظات لم يكن فيها مفرّ من إطلاق النار على المتظاهرين، وأن المسؤولية عن ذلك، وعن سقوط قتلى وجرحى تقع على عاتق الذين قرروا انتهاك سيادة إسرائيل. وتوقع وزير الدفاع أن تشهد إسرائيل أياماً أصعب في المستقبل.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى إن الهدف الرئيسي للأحداث التي جرت في منطقتي الحدود مع كل من سورية ولبنان هو "جرّ الفلسطينيين في المناطق [المحتلة] إلى مواجهات أوسع [مع إسرائيل] لكن هذا الهدف لم يتحقق"، مشدّدة على أن المسؤولين في كل من سورية وإيران "كانوا سيرضون أكثر لو قتل مزيد من الفلسطينيين".

ووفقاً لتقديرات المصادر الاستخباراتية في إسرائيل فإن هذه الأحداث يمكن أن تتكرّر على نطاق أوسع كثيراً في حال استمرار الأوضاع غير المستقرة في دول الشرق الأوسط، وخصوصاً في لبنان وسورية والأردن، وعندها فإن إسرائيل ربما ستجد نفسها في مواجهة مشكلات عويصة للغاية.

وعممت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس (الأحد) وثيقة على السفارات والممثليات الدبلوماسية الإسرائيلية في العالم كافة اتهمت فيها سلطة الرئيس السوري بشار الأسد وقيادة الجيش السوري بالمسؤولية عن هذه الأحداث، غير أن مصادر سياسية إسرائيلية مسؤولة أخرى أكدت أن إيران تعتبر المسؤول الأول والأخير عن هذه الأحداث.

وقال وزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعلون [ليكود] إن المعركة التي تواجهها إسرائيل في الوقت الحالي لا تتعلق بمساحتها الجغرافية وحدودها وإنما بوجودها.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (16/5/2011) أن مصادر رفيعة المستوى في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية أكدت أمس (الأحد) أنها لم تكن تملك معلومات استخباراتية دقيقة بشأن ما كان يمكن أن يحدث في بلدة مجدل شمس المحاذية لمنطقة الحدود مع سورية في هضبة الجولان، لكن مسؤولين كباراً في شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] ادعوا أن معلومات مفصلة في هذا الشأن نُقلت قبل عدة أيام إلى قيادة المنطقة العسكرية الشمالية، وأن القائد العسكري الإسرائيلي المسؤول عن هضبة الجولان هو الذي قرّر عدم اتخاذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة هذه الأحداث.

وأضاف المسؤولون في الشعبة أن محاولة التسلل عبر الحدود من موقع تلة الصرخات نحو بلدة مجدل شمس كانت مخططة مسبقاً وليست عفوية مطلقاً.

وعلى ما يبدو فإن هذا النقد المبطن من طرف الشعبة موجّه أساساً نحو العميد إيال زامير، قائد فرقة غاعش العسكرية التي ترابط في تلك المنطقة، ونحو الجنرال غادي أيزنكوت، قائد المنطقة العسكرية الشمالية، الذي أقرّ الخطة التي أعدها قائد هذه الفرقة لمواجهة التحركات المحتملة.