سلام فياض في مقابلة معه: الفلسطينيون أصبحوا مستعدين لقيام دولتهم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       من الصعب أن نجد في هذه الأيام زعيماً عربياً يحظى بتأييد الناس له. فمن شمال إفريقيا غرباً وحتى دول الخليج شرقاً تتصاعد المطالبة بإسقاط الأنظمة والحكام الفاسدين، وتمتلىء صفحات موقع "فايسبوك" على الإنترنت بعبارة "الشعب يريد إسقاط النظام". لكن سلام فياض يشكل استثناءً لهذه القاعدة، فقد ظهرت خلال الأسبوع الماضي صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ترفع شعار "الشعب يريد سلام فياض"، وذلك على خلفية اضطرار رئيس الحكومة الفلسطينية، الذي يتولى هذا المنصب منذ صيف 2007، إلى الاستقالة، وذلك من أجل تأليف حكومة وحدة وطنية كجزء من اتفاق المصالحة بين "حماس" و"فتح".

·       س: ما الذي سيجري في أيلول/ سبتمبر المقبل؟

-         لا أريد أن أتحدث عما سيحدث في سبتمبر المقبل، وإنما أريد أن أتحدث عما يجري الآن ولغاية ذلك التاريخ. لقد طرحنا خطتنا التي تحمل اسم "موعد مع الحرية" في آب/أغسطس 2009، ونحن نعمل منذ ذلك الوقت على إيجاد ما يكفي من الحقائق على الأرض، وعلى إحدث تغيير ايجابي يسمح بقيام الدولة في أيلول/سبتمبر المقبل. وقد نجحنا اليوم فيما خططنا له قبل خمسة أشهر، ففي 13 نيسان/أبريل، وخلال الجلسة التي عقدتها الدول المانحة في بروكسل، أعلنت ثلاث مؤسسات مختلفة، وهي: الأمم المتحدة، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي أننا أصبحنا جاهزين للدولة (Statehood)، وبذلك تحول حلمنا إلى حقيقة. في الماضي، كنا في كل مرة نتحدث فيها عن المشكلة الفلسطينية نقول "هناك احتلال ولكن"، وكان المقصود بـ "لكن" تارةً الفوضى، وطوراً الفساد، أو عدم وجود حكم قوي. لقد كانت خطتنا تهدف إلى التخلص من "لكن"، وتوضيح أن مشكلتنا هي مع الاحتلال، إذ ليس في وسع أحد، حتى الإسرائيليين، تجاهل هذه الحقيقة. لذا أقول إنه "بدلاً من الحديث عما سيحدث في أيلول/سبتمبر، علينا الاهتمام بما يحدث الآن وحتى ذلك التاريخ".

·       يعدد فياض العقبات التي وضعتها إسرائيل في طريق السلطة الفلسطينية، فيرى أن دخول القوات الإسرائيلية إلى المدن في الضفة الغربية، ومنع إسرائيل قوات الأمن الفلسطينية من العمل في المدن الفلسطينية الواقعة في منطقة (ب) والتابعة للسلطة يزعزعان شعور الفلسطينيين بالأمان. ويضيف "لماذا يهتم الشعب الإسرائيلي بمسألة عمل الشرطة الفلسطينية في المدن الفلسطينية؟ هذا أمر غير مفهوم. يجب أن تتواجد الشرطة الفلسطينية في كل الأماكن، وهي لا تشكل تهديداً لإسرائيل. يجب أن تفهموا أن الاحتلال يجب أن ينتهي، ليس لأن الفلسطينيين يطالبون بذلك، وإنما لأنه تحول إلى سبب في تآكل إسرائيل أيضاً." وعن تجميد إسرائيل نقل أموال الضرائب إلى السلطة قال: "هذه ليست أموال إسرائيل، إنها الرسوم التي يدفعها المواطنون الفلسطينيون، ولا سلطة لإسرائيل عليها. الآن يقول لي الناس: أنت تقوم بالتحضيرات لقيام الدولة ولست قادراً على دفع الرواتب!"

·       س: أنت تتحدث كما لو أن الجانب الإسرائيلي سيساعدك، إن نتنياهو وليبرمان قد يكونان غير راغبَين في قيام دولة فلسطينية، وسيحاولان إفشال مساعيك؟

-         لا أريد التنبؤ بنيات نتنياهو. وما يجب معرفته هو ما الذي يريده الرأي العام في إسرائيل. يوجد حالياً مجموعة كبيرة من الإسرائيليين تؤيد قيام دولة فلسطينية. من هنا يهمني أن يكون موقفنا واضحاً بالنسبة إلى كل إمرأة ورجل في العالم. نحن نريد وطناً!

·       س:  أنت تُقارن في إسرائيل بدافيد بن ـ غوريون.

-         لم أعمل على بناء الدولة وفق نموذج معين، فهذا ليس عملاً عادياً يمكن القيام به وفق نموذج محدد. لكن هناك بعض الشبه بينه وبين ما حدث بالنسبة إلى قيام دولة إسرائيل. وأنا قلت لنفسي أكثر من مرة: "لماذا لا ينجح الأمر معنا ما دام نجح مع الإسرائيليين".

·       س: لكن بعد قيام الدولة قد لا تكون رئيساً للحكومة؟

-         ثمة جانب شخصي جداً في عملية بناء الدولة التي تختلف عن إنشاء شركة أو مصلحة، وهذه تجربة شخصية للغاية تحملها معك دائماً حتى في أثناء نومك، وتتطلب منك أن تكون مخلصاً للغاية، ومفعماً بالحماسة. إنني أستيقظ كل صباح وأنا أفكر بما يجب القيام به كي نصبح أكثر قرباً من وطننا. إن طموحي الأساسي هو الاحتفال بقيام الدولة مع المقربين مني، سواء أكان لدي منصب رسمي أم لم يكن، ليس هذا هو المهم.

·       س: كيف ستحتفل بيوم الاستقلال؟

-         أعتقد أنني سأحتفل بالاستقلال في القدس، في القدس الشرقية في قلب المدينة القديمة.

·       س: ما الذي قد يحدث في حال تعقدت الأمور؟

-         إن الحديث عن سيناريوهات هو أمر يتخطى قدراتي. أنا أفكر في احتمال واحد فقط، وهو أن نتقدم بشكل ثابت إلى الأمام، ولا أسمح لنفسي بالتفكير في سيناريوهات أخرى.

·       س: هل يمكن أن تقع انتفاضة ثالثة؟

-         في السيناريو الذي أعمل عليه هناك مجال فقط لولادة طبيعية للدولة، إن شاء الله.

·       س: هل تعتقد أن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ستضر بمساعيك وبخطتك؟

-         إن أهم شيء بالنسبة إلى الحكومة المقبلة هو أن تبقى سائرة في الطريق الذي بدأنا السير فيه. ليس مهماً مَن سيتولى هذه المهمة، وأنا سأقدم له مساعدتي.

·       س: لماذا هناك أشخاص كثيرون في "حماس" و"فتح" يخافون منك؟

-         أفضل أن توجه هذا السؤال إليهم. منذ اللحظة الأولى التي توليت فيها منصبي، وأنا أتجنب تبادل الاتهامات. أنا أقرأ، وأستمع، وأصغي إلى الانتقادات، لكن الدخول في الجدل من شأنه أن يلهيني عن مهمتي.

·       س: هل ستكون الرئيس المقبل للحكومة؟

-         سأوافق في حال طُلب مني ذلك، وكان هناك إجماع على هذا الأمر. فأنا لم أطرح ترشيحي. لقد قمت بهذه المهمة مدة أربعة أعوام، وهي لم تكن سهلة. ومن دواعي سروري أنني حظيت بهذه الفرصة الرائعة للعمل مع هذا الشعب العزيز والمميز. لقد استمديت كثيراً من القوة والشجاعة من الناس الذين التقيتهم، وكان لي نصيب المشاركة في تجربة بناء الدولة الفذة هذه.