إخلاء ميغرون اختبار حقيقي لسلطة القانون
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

·       من المفترض أن تصل قضية ميغرون إلى نهايتها هذا الأسبوع، وذلك بعد مداولات طويلة قضائية وسياسية بشأنها على أعلى المستويات، وصراع سياسي، وضغوط، وتهديدات. فالحكم الذي من المنتظر أن يصدر اليوم في قضية الاستئناف التي تقدمت بها 17 عائلة من ميغرون تدعي انها اشترت الأرض من أصحابها بصورة قانونية، سيضع حداً للتقصير المتواصل بشأن التعامل مع هذه المجموعة من المستوطنين التي استولت على الأرض، وكانت تفعل ما يحلو لها. أخيراً، وخلال الأسابيع المنصرمة، تجرأ عدد من الوزراء والمسؤولين والشخصيات الأمنية وأقنعوا المستوطنين بأن عليهم القيام بما لا مفر منه في أي مجتمع طبيعي، أي احترام حكم المحكمة العليا وتنفيذ قرار الحكومة.

·       وعلى الرغم من التعويضات السخية التي ستدفع لهؤلاء المستوطنين الذين سيطروا على الأرض بالقوة، فإن بعض زعمائهم يهدد باستخدام القوة ضد القوات العسكرية التي ستقوم بتنفيذ قرار المحكمة العليا، كذلك تهدد مجموعات الشباب التي تطلق على نفسها اسم "شبيبة التلال" بصب جام غضبها على سكان القرى العربية الفلسطينية المجاورة. من هنا المطلوب من قيادة الشرطة التصرف بحزم ضد مثيري الشغب، فالشهرة الكبيرة التي حصلت عليها بؤرة ميغرون حولتها إلى اختبار لتطبيق سلطة القانون الإسرئيلي على الأراضي المحتلة.

·       ومع الأسف الشديد، فإن إخلاء ميغرون، لا يشكل اختباراً لسياسة الحكومة فيما يتعلق بالسلام والاستيطان، إذ إن الحكومات الإسرائيلية ساعدت، على مدى أكثر من 13 عاماً، مستوطني ميغرون على التمسك أكثر فأكثر بالبؤرة، على الرغم من كل طلبات الالتماس التي تقدمت بها منظمة "السلام الآن".

·       إن إخلاء بؤرة ميغرون (على أمل ألا يؤجل في اللحظة الأخيرة) هو بمثابة اختبار يشير إلى ما قد ينتظر البؤر غير القانونية الأخرى التي تقام على أرض الآخرين من دون أي عائق.