على إسرائيل الاستعداد لاحتمال حدوث مواجهة مسلحة مع مصر
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

·       في الأسبوع الماضي فاجأ الرئيس المصري الجديد الخبراء حين أقال القيادة العسكرية العليا ووزير الدفاع المصري الذي كان حتى وقت قريب أقوى شخصية في الدولة. ولقد شكل هذا القرار مفاجأة للأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية والأميركية على حد سواء.

·       في هذه الأثناء، صرح المستشار القانوني للرئيس المصري لصحيفة "المصري اليوم" بأن مرسي يريد ادخال تعديلات على الملحق العسكري لاتفاقية كامب دايفيد، تتعلق بحجم انتشار قوات الأمن المصرية في سيناء، بذريعة أن الانتشار الحالي للقوات المصرية هناك لا يضمن السيادة المصرية الكاملة على شبة الجزيرة.

·       لقد نجح المصريون في مفاجأتنا استراتيجياً في تشرين الأول/أكتوبر 1973، وكان السبب في النظرية الخاطئة التي تبناها وزير الدفاع آنذاك موشيه دايان والتي مفادها أن مصر لن تبادر إلى شن الحرب لأنها تتعارض مع مصالحها. في هذه الأيام تعود من جديد هذه النظرية، التي من المحتمل أن تنفجر من جديد في وجهنا.

·       تستند جميع التحليلات التي سمعناها وقرأناها في الفترة الأخيرة إلى افتراض أساسي هو أن من مصلحة مصر المحافظة على اتفاق السلام مع إسرائيل، لأنها بحاجة إلى الحصول على المساعدة الأميركية. لكن هذا النوع من التفكير هو الذي أدى إلى حدوث المفاجأة في سنة 1973. وتتجاهل هذه التحليلات الكلام الذي تردده علناً الزعامة المصرية الجديدة ليلاً ونهاراً، لأنه لا يتناسب مع افتراضها الأساسي بأن اتفاق السلام مع إسرائيل هو مصلحة مصرية.

·       يواجه مرسي اليوم اقتصاداً منهاراً، ولا سيما بعد الثورة. وقد ترافق صعوده إلى السلطة مع الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية في العالم. وتلاقي مصر صعوبة في تأمين الحاجات الغذائية لمواطنيها، وهي تعتمد اعتماداً كبيراً على الاستيراد الذي تضاعفت أسعاره، بينما خزينة الدولة فارغة. في مثل هذه الأوضاع فإن السبيل الوحيد للبقاء في السلطة في دولة من دول العالم الثالث مثل مصر هو توجيه النقمة الشعبية ضد طرف خارجي. وأسهل طرف يمكن  توجيه نقمة الجماهير المصرية الجائعة ضده هو إسرائيل. وقد يكون هذا هو سبب اعلان المستشار الرئاسي المصري الحاجة إلى تغيير الملحق العسكري لاتفاق السلام.

·       في سنة 1955 فاجأ الرئيس جمال عبد الناصر الخبراء بتوقيعه صفقة السلاح التشيكية – المصرية التي نقلت مصر من مجال التأثير الغربي إلى النفوذ السوفياتي. يومها حصل الرئيس المصري من الاتحاد السوفياتي على أنواع من السلاح  خرقت بصورة جدية ميزان التسلح ضد مصلحة إسرائيل، كما حصل على القرض لبناء سد أسوان الذي حل محل التمويل الذي منعته عنه الولايات المتحدة.

·       وتجدر الإشارة إلى ان فلاديمير بوتين اليوم مهتم جداً بإقامة قواعد عسكرية في الشرق الأوسط مثل القاعدة التي قد يخسرها في وقت قريب في مدينة طرطوس في سورية. ومن يضمن أنه لا تدور منذ الآن مفاوضات سرية بين مرسي وبوتين من شأنها أن تؤدي  إلى انقلاب شبيه بالانقلاب الذي سبق وقام به عبد الناصر؟

·       إن إضعاف إسرائيل مصلحة روسية، لا سيما بعد اكتشاف حقول الغاز الطبيعي في مواجهة شواطىء حيفا. فمثل هذا الاكتشاف من شأنه زعزعة الاحتكار الروسي لتزويد الدول الأوروبية بالغاز، واضعاف قدرة روسيا على التأثير في سياسات هذه الدول. هذا من دون الحديث عن الصين، التي لديها سياسة للسيطرة على دول العالم الثالث من خلال تقديم الدعم الاقتصادي لهذه الدول.

·       من هنا يتعين على إسرائيل بالاضافة إلى الاستعداد لمواجهة الخطر الإيراني، الاستعداد أيضاً لاحتمال أن ينفذ الرئيس المصري ما تقوله حركة الإخوان المسلمين علناً، أي الدخول في مواجهة مسلحة ضد إسرائيل بعد أن يكون قد أنهى استعدادته للقيام بذلك. صحيح أن هذا قد يستغرق وقتاً، لكن علينا ألا نستسلم للأوهام، كي لا نفاجأ مرة أخرى من جانب مصر.