من الأفضل عدم التدخل في المواجهات في سورية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

·       إن بقاء بشار الأسد في قصر الرئاسة في دمشق من شأنه أن ينفع أكثر مما يضر، وذلك على عكس التحليلات الغربية. فهذا النظام المجرم والإرهابي والموالي لإيران، هو أيضاً نظام علماني نسبياً، ويمنع الفوضى، والسيطرة الإسلامية، والمجازر الجماعية، كما يمنع حصول عناصر متطرفة على  السلاح الكيماوي في سورية.

·       مع تفاقم الحرب الأهلية في سورية، تقوم الدول الغربية بزيادة مساعداتها للثوار من أجل اسقاط الأسد. ويأمل الغرب المساهمة في انقاذ حياة الناس والمساعدة في العملية الانتقالية نحو الديمقراطية. بيد أن مساعدة الثوار تهمل الإجابة على مسألة أساسية هي: هل التدخل في سورية ضد الأسد يخدم مصالح الغرب؟

·       مما لا شك فيه أن تقديم المساعدة للثوار ينطوي على مخاطر كثيرة بالنسبة للغرب، وأريد هنا الإشارة إلى عدد من النقاط: أولاً، إن الثوار في سورية إسلاميون ويطمحون إلى تشكيل حكومة إيديولوجية أكثر عداء للغرب مما كان عليه الأسد، كما أن علاقاتهم السيئة مع طهران يقابلها  تأييدهم بالقوة الهمجية للقوات الإسلامية السنية.

·       ثانياً، إن الادعاء بأن التدخل الغربي سيقلل من التأثير الإسلامي في الثوار، ويوقف تدفق المقاتلين إلى سورية من الدول السنية هو أمر مثير للسخرية. لا يحتاج الثوار في سورية إلى مساعدة الغرب لاسقاط نظام الأسد (ولن يشكروا الغرب في حال حصولهم على هذه المساعدة، ويمكن ان نأخذ العراق مثلاً). إذ أن الصراع الدائر في سورية هو في الأساس نزاع بين الأغلبية السنية المهضومة الحقوق، والتي تشكل نحو 70% من السكان، ضد الأقلية العلوية التابعة للأسد والتي تشكل نحو 12% من السكان. فإذا ما أضفنا إلى ذلك المساعدة التي يقدمها المتطوعون الإسلاميون الأجانب، وتلك التي تقدمها الدول السنية (تركيا والسعودية وقطر)، فإن مصير الأسد بات محسوماً، إذ إنه ليس في مقدور الأسد القضاء على الثورة ضد نظامه، وكلما تزايدت أعمال القتل التي يقوم بها الجنود، كلما ازدادت حالات الانشقاق داخل الجيش، وتلقص التأييد للأسد وانحصر بالطائفة العلوية.

·       ثالثاً، إن تسريع انهيار نظام الأسد لن ينقذ حياة الناس، فهو سيشكل نهاية النزاع، لكنه لن يشكل نهاية العنف. فعلى الأرجح سينتقم السنة في سورية لأكثر من 50 عاماً من القمع عانوه على يد العلويين. من هنا فإن انتصار الثوار قد يكون بداية مذبحة جماعية محتملة، وسيحول الصراع السوري إلى نزاع أكثر تطرفاً وعنفاً.

·       رابعاً، إن استمرار النزاع في سورية مفيد للغرب. فبعد أن لاحظ عدد من الحكومات السنية عدم حماسة إدارة أوباما للتدخل، أخذت هي على عاتقها مسوؤلية إخراج سورية من الدائرة الإيرانية وهذا تطور إيجابي. بالإضافة إلى ذلك، فإن قتال الإسلاميين السنة ضد الإسلاميين الشيعة سيقلل من قدرات الطرفين على القيام بعمليات ضد العالم الخارجي.

·       الاستثناء الوحيد لسياسة عدم التدخل هو حماية مخزون الأسلحة الكيماوية في سورية، سواء من أجل منع سيطرة أطراف متطرفة عليه، أو للحؤول دون استخدامه من جانب الأسد. وتجدر الإشارة إلى أن هذه مهمة صعبة تتطلب ارسال أكثر من 60 ألف جندي أجنبي إلى سورية.

·       إن عدم التدخل الأجنبي في سورية سياسة حكيمة، ومحافظة الغرب على مسافة بينه وبين ما يجري في سورية من شأنه أن يساعد الأصدقاء الحقيقيين للغرب في سورية، أي الليبراليين.