نتنياهو وباراك يتحفظان عن دعوة ليبرمان إلى إطاحة عباس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس (الأربعاء) نقداً حاداً إلى الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان أول من أمس (الثلاثاء) إلى وزراء خارجية الرباعية الدولية [التي تضم كلا من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة] ودعاهم فيها إلى تحديد موعد لإجراء انتخابات عامة في السلطة الفلسطينية يكون الهدف منها إطاحة رئيس السلطة محمود عباس لكونه حجر عثرة في طريق تقدّم عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. 

وقال باراك خلال محادثة في مجلس مغلق إن رسالة ليبرمان تلحق ضرراً كبيراً بمصالح إسرائيل، ومن شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الوضع في مقابل الفلسطينيين.

وأضاف وزير الدفاع أنه لا يحق لإسرائيل أن تقرّر للفلسطينيين موعد إجراء انتخاباتهم العامة، ولا النتائج التي يجب أن تسفر عنها هذه الانتخابات. وأشار إلى أن البديل من عباس في حال إطاحته هو حركة "حماس" التي لن تكون أفضل بالنسبة إلى إسرائيل.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "هآرتس" إن وزير الدفاع يتلقى أسبوعياً تقارير من أجهزة الاستخبارات والتخطيط في الجيش الإسرائيلي تحذّر من مغبة استمرار الجمود المسيطر على العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، ومن مغبة التداعيات السلبية التي يمكن أن تترتب على هذا الجمود فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية في الضفة الغربية.

وأوضح المصدر نفسه أن باراك توجه في الآونة الأخيرة عدة مرات إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وطلب منه عقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية لمناقشة هذا الجمود، كما أنه طرح هذا الطلب قبل نحو أسبوعين قي اجتماع الهيئة العامة للحكومة، ومع ذلك لم يتم الاستجابة لطلبه حتى الآن.

على صعيد آخر شدّد هذا المصدر على أن باراك يعتقد أن رئيس السلطة الفلسطينية يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن جمود عملية السلام مع إسرائيل، لكنه ينأى بنفسه عن "الإرهاب"، ويستمر في إنشاء أجهزة أمنية فلسطينية من أجل كبح أي عمليات مسلحة من خلال التنسيق مع إسرائيل.

هذا، وأكد رئيس الحكومة نتنياهو أمس (الأربعاء) أن رسالة وزير الخارجية إلى وزراء الرباعية الدولية لا تعبر عن سياسته أو سياسة الحكومة إزاء السلطة الفلسطينية. وقال مصدر رفيع المستوى في ديوان رئيس الحكومة إن نتنياهو يعتقد أن عباس يشكل حجر عثرة في طريق تقدّم عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية، لكنه ينوي أن يستمر في بذل الجهود الرامية إلى دفع الحوار مع السلطة الفلسطينية قدماً.

تجدر الإشارة إلى أن رسالة وزير الخارجية، التي كشفت صحيفة "هآرتس" النقاب عنها أمس (الأربعاء)، تشكل ذروة حملة يخوضها ليبرمان في العام الأخير لنزع الشرعية عن رئيس السلطة الفلسطينية في العالم أجمع، وهو لا يدعي في سياق هذه الحملة أن عباس ضالع في ممارسة "الإرهاب" ضد إسرائيل، لكنه يشدّد على أنه يعمل ضدها من خلال وسائل دبلوماسية وقانونية متعددة.