· قبل نحو ثلاثة أشهر ولدى إنهاء رئيس جهاز الموساد السابق مئير داغان مهماته عقد مؤتمراً صحافياً مع مجموعة من الصحافيين الإسرائيليين أعلن في سياقه، بصورة حازمة، معارضته شنّ أي هجوم عسكري إسرائيلي على إيران. وبدا واضحاً في حينه لجميع الذين اشتركوا في ذلك المؤتمر الصحافي أن داغان يهدف بكلامه هذا كبح أي مبادرة إلى مثل هذا الهجوم قد يقدم عليها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أو وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك. ولذا فإن الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرت نشر تصريحاته كاملة، وظهرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية بصورة جزئية وضبابية.
· لكن داغان كرّر هذا الأمر في نهاية الأسبوع الفائت في إطار مؤتمر واسع عُقد في الجامعة العبرية في القدس، معلناً أن فكرة شن هجوم عسكري [إسرائيلي] على إيران هي فكرة غبية، وهذه المرة لم تشطب الرقابة العسكرية أقواله.
· لا شك في أن ما يقوله داغان مهم للغاية، على الرغم من أن البعض يعتقد أن ما يقف وراء ذلك هو دوافع شخصية محضة. ووفقاً لمفهومه في هذا الشأن فإن إيران ما زالت بعيدة من مرحلة امتلاك قنبلة نووية، وذلك بسبب العراقيل الجمّة التي تعترض مشروعها النووي، وهو يلمح في هذا السياق إلى الإنجازات التي حققها رجال الموساد في ظلّ رئاسته له.
· كما يعتقد داغان أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على إيران سيسفر عن أثمان لا يمكن تحملها، فضلاً عن أنه لن يؤدي إلى نتيجة حاسمة، أي أن أي هجوم عسكري لا يمكنه وقف المشروع النووي الإيراني بصورة مطلقة، وإنما سيؤدي في أقصى حدّ إلى تأجيله لفترة محدّدة، وهذا التأجيل لا يعادل الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه إسرائيل جراء هجومها. من ناحية أخرى، فإن داغان يعتقد أن الهجوم الإسرائيلي سيشكل ذريعة جيدة لنظام آيات الله في طهران كي يسحب توقيعه من المعاهدة الدولية بشأن حظر انتشار السلاح النووي، وكي يوحد الرأي العام الإيراني حول النظام.
· ويحذّر داغان كذلك من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على إيران سيؤدي إلى تدخل كل من حركة "حماس" في الجنوب وحزب الله في الشمال، وثمة احتمال بأن تنضم سورية أيضاً وتحاول التعرّض للجبهة الإسرائيلية الداخلية [عن طريق مهاجمتها بالصواريخ]، في الوقت الذي لا تزال هذه الجبهة غير مستعدة لمثل هذا الهجوم.
· يدّعي داغان أن إيران ربما ستملك أول منشأة نووية في سنة 2015، لكن في حال وقوف العالم كله بالمرصاد لها فإن هذا الموعد سيكون أبعد بكثير من ذلك.