· حرب حزيران 1967 غيرت الشرق الأوسط. وبرؤية تاريخية يمكن ملاحظة أن هذه الحرب كانت بداية النهاية للأيديولوجيات العربية القومية - العلمانية بصورة شجعت نموّ أيديولوجيات إسلامية - جهادية. كما يمكن ملاحظة بداية نهاية الحروب التقليدية بين الجيوش النظامية، وتغيّر طابع التهديد الذي يواجه دولة إسرائيل.
· كان الحجر الأساس للسياسة الإسرائيلية منذ انتهاء الحرب هو السياسة التي لا تؤيد ضم المناطق (المحتلة) من جهة، ولا تؤيد العودة إلى حدود 1967، من جهة أخرى. وهذا المفهوم، بالإضافة إلى إدارة سياسية فاشلة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، أديا في خاتمة المطاف إلى تآكل مهم في إنجازات حرب حزيران/ يونيو، وإلى تراجع مهم أيضاً في الموقف الإسرائيلي، وإلى المساس بـ "الرواية الصهيونية" وإنجازاتها.
· إن الأطراف الإسرائيلية التي تسعى إلى إحراز اتفاق دائم مع الفلسطينيين على أساس "الأرض مقابل السلام" تتستر على المطلب الفلسطيني الداعي إلى استعادة أرض إسرائيل كافة، لا المناطق المحتلة في 1967 فقط، وتتغاضى عن الرفض الفلسطيني الثابت منذ فجر الصهيونية لتقسيم البلاد. هذه الأطراف ساهمت مساهمة حاسمة في تآكل موقف إسرائيل عندما اعترفت بحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره من دون الإصرار على اعتراف فلسطيني متبادل بحق الشعب اليهودي في دولة مستقلة.
يمكن أن تشكل أحداث السنوات القليلة الفائتة، ومنها عدم التزام الفلسطينيين تنفيذ الاتفاقيات والتعهدات في إطار أوسلو، وشن الحرب الإرهابية في أيلول/ سبتمبر 2000، والوضع في غزة بعد الانفصال، فرصة "لكشف الوجه الحقيقي" للقيادة الفلسطينية، وكشف نواياها وتقويض مفهوم "حل الدولتين". إن تقويض هذا المفهوم في الخطاب الشعبي الإسرائيلي والخطاب الدولي هو شرط ضروري لتشجيع تفكير جديد بشأن النزاع واتجاهات التسوية الممكنة.