مطلوب من حزب العمل العودة إلى خياره الحمائمي المستعد للتسوية بدل الصدام وتحدي الليكود
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      يُقبل عامي أيالون على الجولة الثانية من السباق على رئاسة حزب العمل وهو متفوق، بصورة واضحة، على منافسه إيهود باراك. فهو يملك خطاً سياسياً ويدعو الناس إلى اتباعه.

·      إن مشكلة باراك لا تقتصر على أن خطه الفكري عسير على الفهم، لأن مستشاريه أوصوه بالتزام الصمت في الحملة الانتخابية، بل وأساساً لأن لا أحد يعلم إلى أين يؤدي هذا الخط. إن صمت باراك يثير الشك في أنه ربما ضلّ الطريق وهو يبحث عنها مثل جميع السياسيين، أو أن مواقفه تجاه شؤون الدولة متشابهة جداً مع الحزبين المنافسين (كديما والليكود)، ولذا فإنه يفضل إخفاءها عن أعضاء حزب العمل.

·      يرتكب ناخبو حزب العمل خطأ إذا سمحوا لباراك مواصلة هذه المقاربة. وعليهم أن يطلبوا منه أن يعرض برنامجه لإدارة شؤون الدولة.

·      مصلحة الدولة تتطلب من حزب العمل أن يميز نفسه عن الليكود. فمفاهيم اليمين قادت إسرائيل إلى المستنقع الذي تغرق فيه الآن. إن أصل البلاء يكمن في الوهم أن في وسع إسرائيل الصغيرة أن تبتلع المناطق التي احتلت في حرب الأيام الستة (حرب حزيران/ يونيو 1967). وأثبتت التجربة أن ليس في وسع الدولة، من ناحية أمنية وديمغرافية، أن تحقق هذا التوقع. وثارت أيضاً صعوبات أخلاقية واجتماعية وسياسية زادت من وطأة الأوضاع. وكان حزب العمل شريكاً مركزياً في هذه المفاهيم الذي ينغّص حياة الإسرائيليين منذ 40 عاماً.

·      مطلوب من حزب العمل أن يعود إلى ينابيعه، وأن يعرض على الجمهور الإسرائيلي خياره الحمائمي المستعد لأن يفحص، بحذر ومسؤولية، إمكان التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين بدل الصدام معهم.

·      من غير المتوقع أن يحقق حزب كديما نجاحاً ملموساً في الانتخابات المقبلة. ولذا فإن المهمة التي ستواجه الزعيم المقبل لحزب العمل هي تحدي بنيامين نتنياهو ونظرية الليكود. ويبدو أن عامي أيالون مؤهل لهذه المهمة.