· لا شك في أن تأكيد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتين ديمبسي، أول من أمس (الثلاثاء)، أن إسرائيل لا تملك قدرة كافية على تدمير البرنامج النووي الإيراني، وأن أقصى ما يمكن أن يؤدي إليه هجوم عسكري على إيران، في حال إقدام إسرائيل على شنه بمفردها، هو إرجاء إنتاج أول قنبلة نووية إيرانية عدة أعوام، يعني أن الولايات المتحدة تقول بصريح العبارة لزعمـاء إسرائيل: لا تشنوا هجوماً عسكرياً على إيران.
· وعندما يقول رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي كلاماً كهذا، فهو بالتأكيد حصل على ضوء أخضر لذلك من كبار قادة المؤسسة السياسية في الولايات المتحدة. فضلاً عن ذلك فإن هذا المسؤول يعرف فعلاً ما هي قدرات إسرائيل [العسكرية]، ذلك بأن الولايات المتحدة هي التي تزودنا بجميع الوسائل القتالية، بدءاً بالرصاصة، وانتهاء بالدبابة والطائرة المقاتلة.
· صحيح أن إسرائيل دأبت طوال الوقت على صنع وسائل قتالية خاصة بها، ويبدو أن الأميركيين لا يعرفون جزءاً منها (أو أنهم يتغاضون عنه)، لكن يجدر بالمسؤولين في إسرائيل ألاّ يتصرفوا مثل القرود الثلاثة التي لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، وأن يدركوا أن ما قاله ديمبسي في تصريحاته السالفة فحواه ما يلي: لا تتجرأوا على فعل أي شيء من دون علمنا. وكلي أمل بأن يكون المسؤولون هنا قد استوعبوا هذا الأمر جيداً.