قصف حمساوي "دقيق" للنقب لصرف النظر عن مواجهات غزة وإسرائيل تقرر متابعة الاغتيالات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أُطلق 19 صاروخاً من طراز القسام أمس على كل من مستوطنات النقب الشمالي والغربي. وقد أُطلقت أول دفعة منها على سديروت في السادسة والنصف مساءً. وأصيب أحد المنازل مباشرة، وأصيبت امرأة بجروح متوسطة وابنها بجروح طفيفة. وفي ساعات لاحقة من المساء تعرضت أربعـة منازل لإصابـات مباشـرة. كما أصيب أربعة أشخاص بجروح طفيفة، و 25 شخصاً آخرون بحالة هلع. وأجلي المصابون إلى مستشفى برزيلاي في عسقلان. وفتحت بلدية سديروت الملاجئ للسكان، وقررت إقفال المدارس في اليوم التالي.

ويعتبر القصف الذي تعرضت له مستوطنات النقب أمس الأعنف منذ يوم الاستقلال. وأعلنت حركة حماس مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ. وربطت مصادرها بين إطلاق الصواريخ وذكرى النكبة التي أحياها الفلسطينيون أمس. وكان قصف الصواريخ دقيقاً نسبياً وأوقع أضراراً فادحة، ما يدل على أن حماس تمتلك قدرة أكبر من قدرة حركة الجهاد الإسلامي في هذا المجال. وكانت حركة الجهاد الإسلامي مسؤولة عن أغلبية عمليات القصف بالصواريخ التي وقعت خلال الأشهر الفائتة.

عقد وزير الدفاع عمير بيرتس مساء أمس مشاورات أمنية تقرر بنتيجتها أن يصعّد الجيش الإسرائيلي نشاطه الهجومي بدرجة محدودة فقط. ويعتقد المسؤولون في المؤسسة الأمنية أن الغاية من قيام حماس بقصف سديروت هي صرف الأنظار عن المواجهة الداخلية الدائرة في قطاع غزة.

وتشكل القرارات التي اتخذتها المؤسسة الأمنية استمراراً للمداولات التي أجراها المجلس الوزاري المصغر في مطلع الأسبوع. وعلى الرغم من القصف الكثيف للصواريخ لم تتم الموافقة على قيام الجيش بعملية برية واسعة، وأجيزت خطوات أضيق نطاقاً، مثل استئناف عمليات الاغتيال ضد الناشطين "الإرهابيين" الضالعين في إنتاج الصواريخ وإطلاقها، وتوغلات برية محدودة داخل المناطق المجاورة للسياج الحدودي، وتعزيز نشاط سلاح الجو لمنع إطلاق صواريخ القسام.

أما التوصية بالاكتفاء برد محدود فقد نجمت عن سببين: الأول هو الشعور بأن إسرائيل لا تمتلك أي خطة مبلورة بدرجة كافية قادرة على ضمان نتائج ملموسة وسريعة ضد صواريخ القسام، وعلى نيل دعم الجمهور لقيام الحكومة بخطوة هجومية. والثاني هو أن حرب المنظمات المتفاقمة في القطاع هي الآن "القصة" الرئيسية، وإسرائيل غير معنية بالتدخل فيها.