من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن السؤال المهم المطروح في هذه الأيام هو ليس عمّا إذا كان بشار الأسد سيصمد، وإنما هل ستصمد سورية كدولة؟ فكما هو معروف أن سورية في حدوها الحالية هي ثمرة اتفاقات إمبريالية بريطانية – فرنسية جرى التوصل إليها بعد الحرب العالمية الأولى، وهي التي رسمت حدود الدول العربية التي قامت على أنقاض السلطنة العثمانية. ففي البداية جاء اتفاق سايكس - بيكو، ثم ثورة الأمير فيصل، وقرار فرنسا فصل لبنان عن سورية، وإعلان دولة "لبنان الكبير" بعد أن ضُمت إليها مناطق الجبل المسيحي تاريخياً، وفي النهاية جاء خضوع فرنسا في أعقاب الحرب العالمية الثانية لمطلب تركيا جعل منطقة الإسكندرون (هتاي) تحت سيادتها.
· إن فرنسا هي التي شجعت الأقلية العلوية على الخدمة في الجيش، وذلك كي تشكل نقطة ثقل مضادة للأغلبية السنية انطلاقاً من المنطق الاستعماري "فرق تسد". وما زال هذا الإرث واضحاً حتى اليوم، وهو الذي سمح بسيطرة الأقلية العلوية من خلال حزب البعث العلماني. وقد يكون هذا هو السبب الذي جعل نظام الأسد يحظى حتى اليوم بتأييد واضح من جانب الأقلية المسيحية التي تشكل نحو 10٪ من مواطني الدولة، إذ يعتبر المسيحيون الأسد، على الرغم من نظامه القمعي، ضمانة لهم في مواجهة تسلط الأغلبية السنية.
· إن الحرب الأهلية الدائرة اليوم في سورية ليست حرباً ضد النظام القمعي للأسد بقدر ما هي حرب دينية – طائفية، وهي تذكر بالحرب التي وقعت في يوغوسلافيا. وينبىء تنامي قوة الأطراف الإسلامية المتشددة داخل صفوف المعارضة - والذين يحظون بدعم السعودية، والبعض منهم على صلة بالقاعدة - بأن البديل عن نظام الأسد لن يكون ديمقراطياً، وهذا ما تدركه الأقليات جيداً. فثمة عدد من المسيحيين بدأ بمغادرة سورية، أمّا الأكراد في الشمال الشرقي فقد بدأوا يفكرون في الحكم الذاتي، الذي يمكن أن ينضم إلى المنطقة الكردية المستقلة في شمال العراق.
· ليس مستبعداً في حال سقوط الأسد أن ينكفىء العلويون إلى المنطقة الجبلية، ومن الصعب معرفة ما ستكون عليه ردة فعل الأتراك الذين لهم حساب طويل مع سورية فيما يتعلق بالحدود بين الدولتين، ناهيك عن انعكاسات ذلك على الأقلية العلوية الموجودة في جنوب شرق تركيا، وعلى مصير السنة في لبنان، ولا سيما في مدينة طرابلس القريبة من الحدود السورية.
· إن التفكك المحتمل لسورية هو مؤشر على مسارات عميقة ومهمة ذات انعكاسات تتعدى مسألة النظام وتصل إلى جوهر وجود الدولة. ويبدو أن الاتفاقات الإقليمية العائدة إلى الحرب العالمية الأولى والتي كانت أساس وجود دول المنطقة بدأت تزعزع. ولقد رأينا هذا يحدث في العراق الذي لم يعد دولة عربية موحدة إثنياً، وفي السودان الذي قُسّم إلى دولتين، وفي ليبيا حيث يواجه المنتصرون على القذافي صعوبة في المحافظة على وحدة الدولة.